رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

30 ديسمبر 2008

عدت يا شهر الأحزان







السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..






حديث اليوم هو حديث فاجعة الدهور .. و رزية الزمان التي لا تبرد أبدا .. حديث فقد الأطايب من أهل بيت محمد (ص) و علي (ع)، فقد عادت عاشوراء الحـسـين (ع).. تقرح قلوبنا و تدمي جفوننا .. نتشح سوادا و نرفع رايات العزاء .. نندب مصارع العترة الطاهرة في بيداء كربلاء .. و نبرأ إلى الله ممن قتلهم وممن سمع بذلك فرضي به .. و لا نبالي إن بقينا نذكرهم طوال عمرنا و نبكي .. فلنا في نبي الله الكريم يعقوب عليه السلام .. أسوة بفقده يوسف الصديق و بكائه حتى ( ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) ..يعقوب النبي الذي ما فتأ يذكر مظلومية يوسف و يندبه .. و مثله نظل نذكر مطلومية الحسين و نندبه ..


وفي هذه الأيام نرى صورة حية من كربلاء .. لكن في غزة الصابرة .. نبكي و ندرك أن الظلم واحد مهما اختلف الزمان و المكان و الأشخاص ..

سنظل نعيد الذكرى .. و نجدد الولاء و البيعة لطالب الثأر .. نسأل الله أن يعجل فرجه .. و يجعلنا من أنصاره و أعوانه .

27 ديسمبر 2008

مستشفيات غزة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

لا أدري عن ماذا أكتب الليلة ، منذ فترة و أنا أود الكتابة عن العقد النفسية للأطباء لكن كل مرة يستجد جديد يجعلني أتراجع وأ قرر الكتابة عن شئ آخر . و بعد أحداث غزة الدامية اليوم أجد أنه من الترف أن أكتب عن هذا الموضوع بينما أخوتنا هناك يجدلون كالأضاحي .. لله صبركم يا أهل غزة .. من نحن لنتكلم عنكم و ماذا تساوي كلماتنا أمام ما تواجهون ..
أثناء مشاهدتي لصور المجزرة في الأخبار .. سرحت أتخيل وضعي لو كنت أعمل في أحد مستشفيات غزة .. إننا هنا في الكويت نصاب بالهلع إذا أحضر لنا مصابا في حادث سيارة بواسطة الإسعاف و كانت حالته غير مستقرة .. ترانا نعمل و نصرخ , نطلب دما أو قناة وريدية .. صورة أشعة .. هناك من يجري و هناك من يقف على رأس المريض متوترا ينتظر كيس دم أو نتيجة تحليل , و تتضاعف الربكة و التوتر بتضاعف عدد المصابين ذوي الإصابات الحرجة و الحالات غير المستقرة .أجد نفسي بعد مباشرة حالة كهذه و ملا بسي تمتلئ دما و هناك كدمات في جسمي لا أعرف سببها .. ربما أثناء دفع سرير المريض راكضة نحو الأشعة أو العناية المركزة أكون قد أصبت دون أن أشعر .. فكيف بالوضع هناك ؟ في فلسطين ؟
مصيبة أن تكون نهاية العامين الهجري و الميلادي بهذه الصورة في غزة .. و شكرا لكل المدونين الذين تحدثوا عن المجزرة ..
و دمتم
سيدة التنبيب
ملاحظة : يقيم التحالف الإسلامي اعتصاما في ساحة الإرادة تضامنا مع غزة يوم الأحد 28-12-2008 الساعة السابعة مساءا.

20 ديسمبر 2008

ليتكم تصبحون نوابا .. الطفلة بدرية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
في مارس 2006 أدخل رب أسرة كويتي من عائلة كريمة ، إلى أحد المستشفيات و كان يعاني من ضيق في التنفس ..اتضح أنه بسبب نزيف حول الغشاء المحيط بالقلب وذلك نتيجة مضاعفات عملية جراحية أجراها في لندن قبل ذلك بشهر .تم و لله الحمد السيطرة على النزيف بالعلاج التحفظي .. مكث في المستشفى لمدة عشرة أيام تم خلالها الاتصال بطبيبه في لندن و التنسيق لسفره هناك للمتابعة . صادف يوم دخوله أن كان جميع الأطباء المشرفين على علاجه من مختلف التخصصات ، كانوا من الأطباء الكويتيين صغيرهم و كبيرهم.خلال وجوده في المستشفى .. كان يتحدث مع أحد الأطباء المشرفين على حالته .. فقال : ليتكم تصبحون نوابا .. بدل النواب الحاليين .. ( كان هناك استعدادات للانتخابات بعد حل مجلس 2003)و تابع قائلا .. نحن نريد من المثقفين ذوي العلم و الخبرة أن يصبحوا قياديين و أصحاب قرار في بلدنا . كان خلال تلك الفترة يقول أنه يشعر بالفرق حينما يكون فريق العمل كله من الأطباء الكويتيين حيث يشعر بروح الأسرة الواحدة .. كما لمس من خلال تعامله معهم رقيا في الأخلاق و حسن تصرف و رغبة في أن يتم كل شيء بصورة صحيحة ..
في مجلسنا الحالي ..استبشرت خيرا بوجود ثلاثة من الأطباء .. أحدهم كنت أعمل معه شخصيا و كان مثالا للطبيب المواظب الخبير بخلق رائع و خبرة طبية في تخصصه لا يعلى عليها. لكن حادثة وفاة الطفلة بدرية الشمري رحمها الله في مستشفى الصباح قبل العيد .. كشفت لي من تصريحات النواب .. أن العمل الطبي المهني شيء .. و العمل السياسي شيء آخر. بداية أوضح أني بمجرد قراءتي للخبر في جريدة الراي .. عرفت أن سبب وفاتها هو التهاب السحايا رغم أنه لم يذكر ذلك في الخبر.فالتهاب السحايا يبدأ عادة كالتهاب عادي في الحلق ( نزلة برد) ، ثم يتطور بظهور باقي الأعراض..و في الخبر نفسه ذكر عم الطفلة أنه ظهر طفح أزرق في جلدها و هذا يدل على أن نوع البكتيريا المسببة للسحايا من الأنواع الخطرة العنيفة و التي تسبب الوفاةفي معظم الحالات خلال 24 ساعة - أجارنا الله و أياكم - حتى مع العلاج .وهذه المعلومات يعرفها أي طبيب . و في اليوم التالي جاء تصريح وكيل الوزارة ليؤكد ما نعرفه جميعا كأطباء. بقيت جزئية تحديد هل كان هناك إهمال في حالتها أم لا . و الواقع أن هذا يتم بمعرفة الحالة التي كانت عليها الطفلة عند قدومها أول مرة للمستشفى . فنحن نعلم أن نزلات البرد منتشرة هذه الأيام و شدتها تتفاوت من شخص لآخر . فإن كان هناك أعراض أخرى مثل الصداع و تصلب الرقبةو الهذيان أو تدهور مستوى الوعي ، فهذل يدل على التهاب السحايا و هنا كان يجب على الطبيب إدخالها فورا للمستشفى . أما إن لم يكن هناك شيء غير الحرارة و أعراض نزلة البرد ، فلا أعتقد أن الطبيب قد أخطأ بصرف الطفلة للمنزل و التوصية بشراء المضاد الحيوي من صيدلية خارجية ( لأن المضادات الحيوية الرخيصة المتوفرة في الوزارة أصبحت لا تعمل جيدا حتى في علاج نزلات البرد العادية ).
النائب الطبيب صرح بأنه لا يعرف شيئا عن الحالة المرضية للطفلة ..كأنه يريد الإشارة أن تقرير الأطباء غير صحيح و مختلق ..رغم أنه كان معنا و يعرف تماما كيف أن كلام الصحف غير دقيق في كثير من الحالات .. و هذا ما جعلني أتأكد بأن العمل السياسي يحمل أجندته الخاصة ، البعيدة عما كنا نأمل تحقيقه من وجود ذوي الخبرات في المجلس.
أود أيضا أن أوضح ، أنه لا يمكن أن يدخل أي مريض بحرارة عالية للمستشفى ، دون أن تؤخذ منه عينة دم لعمل مزرعة بكتيريا ، فكلام الجريدة عن أن الطفلة توفيت دون أن يعلم أحد ماذا كان بها غير صحيح تماما .بل إننا نأخذ عينات من جميع سوائل الجسم أيضا ( البصاق ، البلغم ، البول ، و أحيانا سائل النخاع الشوكي حسب الحالة ).
نعم هناك تردي في مستوى الخدمات .. و نحن نعمل في ظروف قاهرة .. لكن ليس إلى الدرجة التي تجعل الناس يفقدون الثقة في مستشفياتنا لهذه الدرجة .
و دمتم ،
سيدة التنبيب

11 ديسمبر 2008

أنا و قناة السودان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
( صفحة من مذكراتي في الغربة.. أكتوبر 2006)
قدلا نشعر- نحن شعوب العالم العربي - بمدى تقاربنا إلا حينما نكون بعيدين عنه . في حياتي لم أقابل أحدا من السودان .. و كنت عندما أمر على قناة السودان في التلفزيون ، و أتأمل لباسهم و لغتهم ..كنت أشعر أنهم من عالم آخر. لكن حينما صادفت ذلك الطبيب العربي الأسمر .. ضئيل الجسد بشوش الوجه .. في المستشفى الذي كنت أعمل فيه .. و توجه ناحيتي بالسؤال بلهجة عربية بدت لي حبيبة جدا :
- من وين ؟
فأجبته : من الكويت ، و حضرتك ؟ رد قائلا : من السودان .
في تلك اللحظة ، لم أشعر بتاتا بأن السودان بلد بعيد .. و مختلف .. شعرت أننا ربما نعرف بعضنا منذ زمن ..
و بعد ذلك توالت لقاءاتي بالأطباء السودانيين من مختلف التخصصات .. كنت أتحدث مع طبيبة سودانية باللغة العربية في غرفة الاستراحة عندما دخلت ممرضة ألمانية و فوجئت بأننا نتحدث نفس اللغة .. على اعتبار أن اختلافنا في الشكل قد يوحي بأننا من عرقين مختلفين .سألتنا منبهرة : ?do you speak the same language -
رددت عليها نعم .. فنحن عرب .
نعم إننا أمة واحدة .. بلسان واحد .. لكن أين هو الشعور الواحد ؟
غير أن أروع لحظة تصادفني في ذلك المستشفى تلك الأيام .. هي اللحظة التي أسمع فيها كلمة ( قوة ) .. التحية الكويتية الخالصة .. من أحد الأطباء الكويتيين حديثي التخرج .. كنت أشعر بالألفة و سط جفاف اللغة الانجليزية التي كنا نستخدمها دائما ..رغم أني شخصيا أفضل تحية الإسلام .. لكن التحية الكويتية باللهجة الكويتية كانت تبعث الدماء في عروقي فأجد نفسي ابتسمت و أنا أرد التحية متناسية كل هموم العمل و الامتحانات و الغربة .
و دمتم
سيدة التنبيب

07 ديسمبر 2008

دعاء

( إلهي أمرتني فعصيتك ، و نهيتني فارتكبت نهيك .. فأصبحت لا ذا براءة لي فأعتذر ، و لا ذا قوة فأنتصر . فبأي شئ أستقبلك يا مولاي ، أبسمعي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي .. أليس كلها نعمك عندي و بكلها عصيتك يا مولاي فلك الحجة و السبيل علي ..يا من سترني من الآباء و الأمهات أن يزجروني و من العشائر و الأخوان أن يعيروني ، و من السلاطين أن يعاقبوني .. و لو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه مني إذا ما أنظروني و لرفضوني و قطعوني . فها أنا ذا يا إلهي بين يديك يا سيدي خاضع ذليل حصير حقير لا ذو براءة فأعتذر و لا ذو قوة فأنتصر و لا حجة فأحتج بها و لا قائل لم أجترح و لم أعمل سوءا .. و ما عسى الجحود و لو جحدت يا مولاي ينفعني ، كيف و أنى ذلك .. وجوارحي كلها شاهدة علي بما قد عملت و علمت يقينا بغير ذي شك أنك سائلي من عظائم الأمور و أنك الحكم العدل الذي لا تجور، و عدلك مهلكي و من كل عدلك مهربي . فإن تعذبني يا إلهي فبذنوبي بعد حجتك علي ، و إن تعف عني فبحلمك و جودك و كرمك .. لا إله إلا أنت سبحنك إني كنت من الظالمين )
من دعاء يوم عرفة للإمام الحسين عليه السلام
تقبل الله أعمالكم و كل عام و أمة الإسلام بخير
سيدة التنبيب

05 ديسمبر 2008

ممن يهرب الأطباء؟

كوميديا قبل العيد !



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،




كان مشهدا مضحكا ذاك الذي شهدته في نهاية دوام الأمس . ففي الساعة الواحدة و الربع ظهرا .. قبيل انتهاء الدوام الرسمي لآخر يوم في الأسبوع .. و هو كذلك اليوم الأخير قبل بدء إجازة العيد ..جاء مندوب مبيعات لأحدى الشركات الطبية و اتخذ من مكتب سكرتيرة القسم مقرا له .. محاولا التحدث لمن يجد من الأطباء عن أحد الأدوية التي تسوقها شركته . قبل أن يغادره متجها لقسم العمليات ليتربص بالأطباء بعد خروجهم من العمليات .. و الحقيقة أنه كان مشهدا كوميديا من المشاهد النادرة في المستشفى التي تدفعنا للضحك .. فبغض النظر عن سوء اختياره للتوقيت .. و عن شعوره بأنه غير مرغوب به حاليا .. فإن محاولات الأطباء للهرب منه كانت واضحة .. و رغم معرفته بذلك إلا أنه كان يبتسم و يواصل الحديث ! كنت أنا ضحيته الأولى حيث قدمت للسلام على السكرتيرة وتهنئتها بالعيد قبل انتهاء الدوام .. فإذا به يطل علينا و دون سلام أو مقدمات سأل السكرتيرة : أهي طبيبة ؟ و ما إن أجابته بنعم حتى اندفع في الكلام بالترحيب بي حيث أنها المرة الأولى التي يراني في القسم ..ثم قام بتعريف نفسه و تعريف الدواء الذي يسوق له .. و الواقع أني دائما ما أقع في نفس الخطأ مع مندوبي المبيعات .. حيث تكون جملتي الأولي بعد سماعي لاسم الدواء هو انتقاده و ذكر سلبياته .. مما يحفزهم جميعا للحديث بحماسة عن الدواء و محاولة تفنيد ادعاءاتي ناحيته ! حضرت إحدى الزميلات للسلام علينا قبل مغادرة المستشفى فما إن وقع بصرها عليه حتى بادرت بالهرب فورا ( عيني عينك ) فما كان منه إلا أن ابتسم و قال : الدكتورة هربت مني .. وواصل الحديث . ثم جاء أحد الزملاء ليطلع على جدول العمل للأسبوع الأول بعد العيد فإذا به يستلمه هو الآخر ليحدثه عن الدواء .. و قال له : إن الدكتورة ( يقصدني ) لا تحب هذا الدواء و لا تستخدمه كثيرا .. يريد من زميلي أن يحدثني عن تجربته مع الدواء .. لكن الطبيب رد عليه مازحا : إن الدكتورة ستصبح رئيسة القسم قريبا فكن حذرا معها ..و لم يكذب خبرا ، فعاد للحديث بحماس مجددا عن الدواء و عن استعداده لأي ضمان أرغب به لإثبات أن الدواء ممتاز و يجب علي استخدامه دائما و لجميع الحالات المرضية ..
تملصت منه بشق الأنفس بحجة أن لدي خفارة و علي الدخول للعمليات تاركة إياه مع زميلي .. و في غرفة الطبيبات شاهدت زميلتي التي هربت منه فقلت لها ضاحكة : انحشتي ها ؟ فإذا بها تنفجر ضحكا و تقول : إنه غير معقول .. فهو لا يصمت ثانية واحدة و نحن جميعا نهرب منه دائما .. وهو يعلم ذلك لكنه لا يبالي ..
الحقيقة .. كان موقفا ( تنشيطيا ) على نهاية الدوام .. غادرت المستشفى و أنا أضحك .. فهي من المرات النادرة التي تجعلنا نضحك من القلب بصفاء نية دون أن يكون سبب الضحك مرارة أو تهكما على الأحداث .
و دمتم
سيدة التنبيب

27 نوفمبر 2008

أطباء .. و نتحدى ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

أعود لأكتب عن هموم مجال عملي .. بعد ( زوبعة الفنجان ) التي أثارها سياسيونا المبجلين ، و التي جعلتني أتساءل .. هل من الممكن أن يطرأ أي تغيير على الممارسة السياسية في بلدنا ؟ متى تنتهي المراهقة السياسية التي يعيشها البعض ؟
منذ بدأت سنوات الدراسة في كلية الطب تمضي ..بدأت استيعاب ما اقترفت يداي بحق نفسي و مستقبلي .. فلقد دخلت كلية الطب لأني من متفوقي الثانوية العامة و بناءا على رغبة الأهل . دون أدنى استيعاب لحقيقة الوضع و المشقة التي يعانيها دارس الطب و ممارسه على حد سواء. و تدريجيا بدأت الحقائق تتجلى ..خصوصا مع سنوات التدريب في المستشفى ، و احتكاكنا بالأطباء و تعرفنا على المستقبل الذي ينتظرنا . لعل أبسط دليل على حجم المصاعب هو نظام الخفارات لمدة 36 ساعة كل أربعة أيام . نعم .. على الطبيب أن يعمل في يوم خفارته من السابعة صباحا حتى نهاية الدوام الرسمي لليوم التالي ! فلك أن تتخيل - عزيزي القارئ كيف يكون منظرنا بعد انتهاء الخفارة ، و هذا يتكرر كل أربعة أيام . أذكرأني حاولت كتابة قصيدة في الموضوع لم أكملها أبدا .. يقول مطلعها :
إذا رأيت الأطباء سكارى ..
فاعلم أن عندهم خفارة..
ليت شعري أي خفارة ..


و إضافة لذلك .. فإن المخاطر التي نتعرض لها أثناء العمل كثيرة ، منها:

1- الإصابة بالأمراض المعدية .
2-التعرض للغازات و الإشعاعات.
3-الضغط النفسي و المواقف العصيبة.
4-الاعتداء اللفظي و الجسدي.

كل ذلك يجعل مهنة الطب من المهام الشاقة على الإطلاق . فإذا أضفنا لذلك تخلف نظام العمل عندنا .. فإن الصورة تكتمل .. مجالنا محبط يحث على اليأس و التقاعس .و لعل هذا ما يجعل الكثير من الناس يأخذون انطباعا سيئا عن الأطباء ..فالطبيب لا يقابل الناس بالشكل اللازم و لا يتصرف بالشكل الملائم لأنه ببساطة لا يعمل في المكان اللازم و البيئة الملائمة لذلك . لست أحاول تبرير تصرفات بعض الأطباء .. لكنها مجرد محاولة لبيان حجم المصاعب التي نواجهها . و نحن في النهاية بشر .. لسنا ملائكة و لا معصومين , حتى نتحمل كل هذه الضغوط دون أن يتأثر مزاجنا أو حتى تفكيرنا العلمي و قراراتنا المهنية .
إننا في وزارة الصحة نعمل في ظل نقص شديد على كافة المستويات .. يوجد قصور في التنظيم الإداري و الأجهزة و الأدوية و الطاقم الطبي و حتى عمال النقل و التنظيف . هذه حقيقة مفروغ منها. لكن ما أردت الإشارة إليه .. هو أنه رغم كل ذلك .. فإن هناك الكثير من النماذج المشرفة التي تقهر الصعاب و تمارس عملها على أكمل وجه .. لذلك اخترت عنوان هذه المقالة .. أطباء و نتحدى .. نعم نتحدى كل هذه المعوقات لنعمل ..نتحدى النقص و التخلف لنصل بمرضانا لبر الأمان .
تخيل أنك تطلب تحليلا لنسبة الهيموجلوبين في دم أحد المرضى الذي يخضع لجراحة عاجلة للسيطرة على نزيف شديد في الساق إثر حادث سيارة .. ترسل العينة في الحادية عشرة صباحا و لا تصلك النتيجة حتى الرابعة عصرا ، رغم أن الجهاز ينجز التحليل في عشر دقائق على الأكثر !و الأدهى أن تطلب أكياسا من الدم لنفس المريض ، فتحتاج إلى ساعتين على الأقل لتحصل عليها رغم أن إعدادها يتم في نصف ساعة ! ماذا نفعل و ماذا نقول ؟
تحية لكل طبيب يعمل بضمير من أجل مريضه ..يعطي من صحته و جهده ليبذل ما يستطيع نحو من ائتمنه على جسده و حياته .
و دمتم
سيدة التنبيب

21 نوفمبر 2008

آه آه يا وطن ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..


لا يخفى على أحد وضع بلدنا المعقد هذه الأيام .. اختلاط الأمور و تشابكها أربكنا جميعا .. رأيت أن أكتب لمحات بسيطة عن عدد من المواضيع و الشخصيات .. بلا ترتيب معين .. بل حسب ما يمليه عقلي و قلبي ..




* بو ناصر ..

سيدي لا نريد غيركم حكاما .. ساعد الله قلبك على وضع البلد .. و نثق فيمن و فيما تريد ..

كما حكمنا أجدادكم .. سيحكمنا أولادكم بإذن الله . عشت و عاشت الكويت بخير و أمان و استقرار.




*معرض الكتاب الذبيح ..

زرت معرض الكتاب .. و هالني منع عدد كبير من الكتب , هل هكذا أصبحت الكويت ؟

كنت أتمنى المشاركة الفعالة في اعتصام الغد .. لولا أنه طرأ تغيير في جدول خفارات قسمي بسبب مرض أحد الزملاء .




*حوادث الطرق :

صبي في الثامنة من عمره يخرج من المدرسة لتدهسه سيارة يهرب سائقها , و يتسبب ببتر يده اليمنى تحت المرفق ..

الله يصبره و يصبر أهله على المصاب ..

( لم أسمع دعوة جديدة لاستجواب وزيرة التربية على خلفية الموضوع ؟)




*السيد الفالي :

قضيتك قضية حقوق إنسان من الدرجة الأولى .. و ليست قضية طائفية و لا تهاون حكومي ..

أنت أول المدافعين عن الذات الإلهية والأنبياء و الصحابة جميعا ..

كما ذيلت بيانك الأخير نقول :

" فنعم الحكم لله و الزعيم محمد ( ص ) و الموعد القيامة "

و ستعود بإذن الله لمحبيك في بلد الحرية و العدل .





*حبيبتي الكويت :


سامحينا يا أمنا الكبيرة .. سامحينا تجاوزنا و ضيعناج .. سامحينا يا أغلى أرض ..

حنا بلاج ما نسوى ..


ما نقول إلا :


( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي بها من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين )

الأعراف 155



و دمتم


سيدة التنبيب

15 نوفمبر 2008

أطباء ....ضد التيار

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .



اليوم سأسمح لنفسي بالحديث عن بعض الأسرار الطبية السياسية ( لو كان هنالك شيئ كهذا ).و هدفي من هذا الحديث هو إتمام الحديث السابق بشأن تأثير الأمور السياسية على الطبية في بلدنا .
السر الأول:
قبل فترة انقطعت الكهرباء عن أحد المستشفيات . و كان الوقت ليلا فحل الظلام الدامس على أرجاء المستشفى الكبير. قسما العناية المركزة و العمليات لهما مولد كهرباء احتياطي يعمل تلقائيا خلال ثوان قليلة من انقطاع التيار، و يفترض أن يستمر بالعمل لنصف ساعة يمكن خلالها إصلاح الخلل . العديد من المرضى في أقسام المستشفى المختلفة يكونون على أجهزة التنفس الصناعي ، و في حالة انقطاع التيار يتعين علينا عمل التنفس الصناعي يدويا للمرضى حتى نمنع نقص الأكسجين عنهم و مضاعفاته.


ما حدث في ذلك المستشفى هو أن المولد الاحتياطي بدأ العمل بعد ربع ساعة من انقطاع التيار . و ساد الهرج و المرج خلال هذه الفترة . حيث اكتشف الجميع فجأة عدم وجود استعداد لمثل هذه الحالة . كان الأطباء و الممرضون يستخدمون هواتفهم المحمولة كوسيلة إضاءة ليتمكنوا من الرؤية و محاولة الوصول للمرضى و الأجهزة! حيث أنه لا توجد مصابيح يدوية معدة لمثل هذه الحالات . في اليوم التالي حدثت حالة وفاة في العناية المركزة .. تسرب الخبر لأحد نواب المجلس الذين يتدخلون في كل شيئ ، و أراد مسائلة وزير الصحة عن الموضوع .معتبرا أن انقطاع التيار تسبب بوفاة المريض. قامت شخصية إدارية على مستوى رفيع في الوزارة بسئوال رئيس القسم المختص عن حالة الوفاة ، و طلبت إخفاء ملف المريض المتوفي تماما حتى تمر الأزمة ! رئيس القسم لم يكن راضيا عن ذلك رغم أن الوفاة حدثت في قسمه ، و رغم أن انقطاع التيار لم يكن سببا في وفاة المريض الذي كانت حالته سيئة جدا و فرصة نجاته شبه معدومة منذ البداية.. كان رئيس القسم يريد للقضية أن تكبر و لا ( يطمطمونها ) حتى يتعلم الجميع من الدرس .. و لكن طبعا لم يكن رأيه ذا قيمة .. فهو يعوم ضد التيار !
السر الثاني :
رئيس قسم في أحد المستشفيات لا يحمل شهادة عليا ( أو يحمل شهادة غير معترف فيها في الكويت )و يشغل وظيفة ( مسجل ) يقوم بتقييم أطباء القسم و منهم من هم أعلى درجة في السلم الوظيفي و أكثر خبرة ، فقط لأنه مسنود.رغم أنه من شروط رئاسة القسم أن يكون الطبيب بوظيفة اختصاصي ..و هذا الطبيب يجب أن يتدرج من مسجل إلى مسجل أول ( و يمضي 4 سنوات في هذه الدرجة ) ثم يصبح اختصاصي ليتمكن من الحصول على رئاسة القسم .
السر الثالث :
مندوبة شركة خدمات طبية ، سألت أحد الأطباء عن السبب في عدم اختيار الطبيب س لرئاسة أحد الأقسام رغم أحقيته بها و اختيار الطبيب ص الأقل خبرة و درجة وظيفية .. فرد عليها الطبيب : الطبيب س لم يرشح لرئاسة القسم لأنه شيعي !
هذه بعض النماذج لانعكاس الحالة السياسية على المؤسسة الطبية في بلدنا .. السر الأول و الثاني كان لي اتصال مباشر مع الأحداث .. السر الثالث نقلته لي مندوبة الشركة الطبية تسألني عن رأيي ، قلت لها أني لا أستبعد ذلك, في بلد تتفشى فيه الواسطة و المحسوبية و يتراجع مئات الخطوات يوميا في مقابل التقدم نصف خطوة إلى الأمام .. و الله المستعان.
و دمتم
سيدة التنبيب

10 نوفمبر 2008

شصاير بالديرة ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


عندما قررت البدء بالتدوين ، أردت أن تكون مدونتي طبية .. لأن هذا مجال عملي الذي أحبه و أعتقد أني مبدعة فيه إلى حد ما أولا . و ثانيا لأني وجدت الكثير من الأخوة المدونين المتمكنين القادرين على تحليل شئون البلاد السياسية و الاقتصادية و التعليمية و حتى الرياضية. و في الفترة الأخيرة انغمست في عمل المستشفى و بعض الأعمال الأخرى ، بصورة منعتني حتى من قراءة الصفحات الأولى من الصحف اليومية . لكن توالي الأحداث الكبرى لا يمكن تجاهله حتى و إن كنت أجهل التفاصيل .لذلك قررت كتابة هذا البوست ( الوطني ). بدءا من أحداث البورصة و انتهاءا باستجواب المليفي كما يسمونه ، مرورا بتعطيل رياضتنا دوليا ، هل من طامة أخرى ؟


أنا لن أكتب في تفاصيل المواضيع السياسية ، و لكنني سأطرحها من زاوية أخرى , زاوية غياب الوعي و التفاعل أو اللا مبالاة . أنا أعتبر نفسي من فئة مثقفة واعية متابعة للأحداث . لكنني أفتقر للتفاعل المناسب معها . حيث أني نادرا ما أتخذ موقفا تجاه أي حدث . و ذلك بسبب مزيج من الإحباط نحو واقع البلد ، و انشغال كبير بالعمل. فأغلب الشخصيات السياسية الحالية ( مزمنة ) و كأنها قد فرضت علينا فرضا. و قد تشربنا سياستهم و مواقفهم حتى النخاع بل و سئمناهم .و كون البلد يدور في حلقة مفرغة من الأزمات منذ سنوات ، هذا ما يزيد من جرعات الإحباط التي نتلقاها و تجعلنا غير متفاعلين مع الأحداث . و على الجانب الآخر ، فإن العمل في مستشفياتنا بضمير يتطلب مجهودا خارقا يستهلك قوانا العقلية و الجسدية و النفسية بطريقة تجعلنا لا نبالي بمجتمعنا خارج المستشفى .


هذا شرح لحالتي و حالة من هم على شاكلتي من الذين يفتقدون للتفاعل مع أحداث البلد .و أعتقد أنهم فئة ليست قليلة .




إن أحداث البورصة و الرياضة قد أشبعت تحليلا ، و بالنسبة لي هي نتائج انحدار العمل الحكومي . هي نتائج ضياع القانون في بلدنا و غياب الوعي . لكن موضوع استجواب رئيس الوزراء - الذي هو حلقة جديدة تضاف لسلسلة الأزمات - هو ما أثار حفيظتي اليوم . ليس لدي تفاصيل عن محاور الاستجواب لكن يبدو أن منها ما يتعلق بمصاريف ديوان رئيس الوزراء ، و منها ما يتعلق بمنح الجنسية لبعض الأشخاص دون وجه حق حسب رؤية مقدم الاستجواب .أعتقد أن النائب المليفي كان يلوح بالاستجواب منذ فترة . و قد أقام الدنيا و أقعدها و شد أعصاب الجميع ، و بعد هذا كله نراه يتراجع في كل شيئ. مالذي يحدث في البلد ؟ هل هناك من يختلق الأزمات من أجل لا شيئ؟ أنا شخصيا فقدت القدرة على التمييز و محاولة إيجاد أسباب أو نتائج لما يحدث. صحيح بلدنا يعاني من أزمة إدارة على كافة الأصعدة .. هناك من الأخوة المصريين من يرى أن ما يحدث في بلدنا هو تكرار لسيناريو بلدهم .. أي أننا نتجه نحو التخلف بسرعة كبيرة . الجميع يشعر بالضياع , كأننا نسبح في منطقة انعدام الوزن .. كأن كل ما حولنا كائنات هلامية بلا شكل و لا لون و لا كيان . ناصر المحمد .. السعدون .. المليفي .. الخرافي .. ثوابت الأمة ..الفرعيات و شراء الأصوات .. سحب الجنسيات .. لا نشاط رياضي خارجي..
إن العودة لمرضى الفشل الكلوي و القيئ الدموي .. و أجهزة التنفس الصناعي ( وايد أبرك ) .. على الأقل هنا أجد قواعد ثابتة أتبعها و أصل منها لنتائج ..و لا أحتار فيما يحدث و لماذا يحدث .
و دمتم
سيدة التنبيب




06 نوفمبر 2008

المؤتمر

مؤتمر الكويت الرابع لطب العناية المركزة بالاشتراك مع المؤتمر الثالث للجمعية العربية لطب الرعاية الحرجة
الكويت5-8 نوفمبر 2008


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



تم أمس افتتاح مؤتمر العناية المركزة في قاعة الراية ، بحضور و مشاركة مميزة من جمع من الأطباء حول العالم .و نظرا لمشاركتي الفعالة في المؤتمر المذكور فإني أعتذر عن الكتابة هذا الأسبوع . على أن أعاود الكتابة قريبا بموضوعين سياسيين ( طبي و وطني ) ، و ربما بموضوع على غرار العقد النفسية للمدونين ، و لكن هذه المرة عن العقد النفسية للأطباء !
دمتم جميعا بخير
سيدة التنبيب

30 أكتوبر 2008

العقد النفسية للمدونين





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،



قررت هذه المرة أن أحلل شخصيات المدونين على اختلاف توجهاتهم و أدلي بدلوي المتواضع تجاه هذا الموضوع . أنا أحب علم النفس و لدي اهتمام خاص بطب الأمراض النفسية و إن كنت لست متخصصة في هذا الفرع من فروع الطب لأسباب كثيرة ،ولكن هناك أمور يمكن الحكم عليها كما يقال ( بالسليقة ) ..

بداية أود التنويه أن هذا مجرد اجتهاد شخصي أخلط فيه بعض الحقائق الطبية مع انطباعي العام ، و لست أعني شخصا معينا في كلامي . إنما هي مجرد عادة لدي في النظر و التأمل بأحوال الناس حولي .و محاولة فهمهم و الوصول لخطهم الفكري و النفسي . ومن وجهة نظري الشخصية فإن التدوين هي عملية فريدة من ناحية إمكانية المزج بين الخطوط العامة لفكر المدونين مع حياتهم الشخصية و أفكارهم الخاصة

سمعت عن المدونات للمرة الأولى من خلال لقاء د. الغبرا في برنامج ديوانية الأسبوع قبل عامين تقريبا ، التي استضاف فيها عددا من المدونين أذكر منهم شروق و زيدون و اليوسفي . كنت أدرس أيامها في الخارج و حاولت الاطلاع على المدونات بالانترنت فلم أوفق ، و لا أذكر السبب.و في الصيف الماضي قرأت مقالة الدعيج في القبس عن المدونات ، فكانت بداية اهتمامي بالمدونات مرة أخرى ومواظبتي على متابعتها ثم إنشاء مدونتي الخاصة.



أعود الآن للحديث عن المدونين .


أولا:
إن ممارسة التدوين هي وسيلة لتفريغ الأفكار و الانفعالات . و هي نشاط إيجابي نفسي سليم يؤدي للراحة النفسية و لو بشكل جزئي. فالمدونون قد اختاروا طريق التفاعل مع ما حولهم و إن كانوا غير راضين عنه . و هذا يعكس روحا و عقلا بناءين يسعيان للتواصل و التجديد و التصحيح . فليس هناك طريق لم يسلكوه و لا باب لم يطرقوه من أجل تحقيق الهدف .
ثانيا :
أعتقد أن المدونين ( و منهم أنا ) يعانون من حالة اغتراب عن مجتمعاتهم مما جعلهم يهربون لعالم الانترنت للتعبير عن أفكارهم. و مما يؤكد هذا الاعتقاد هو شعور المدون بالراحة و الانتعاش بعد الاطلاع على مدونته و غيرها من المدونات ، خاصة إذا ما وجد من يوافقه الرأي في التعليقات.



ثالثا :
يبدو أن كثيرا من المدونين غير راضين عن حاضرهم ، و ينتابهم القلق من التفكير بالمستقبل و إن كانوا يعملون جاهدين لتحسينه . أستند في هذا على الحنين الغريب لكثير من المدونين إلى ماضيهم و تقديسهم لأيام الطفولة و رموز الماضي أيا كانت. و هذا يدل على عدم الرضا عن الحاضر إلى حد ما. و من جهة أخرى أيضا يدل بشكل جزئي على عقلياتهم المتميزة التي تحلل المشاكل و المعوقات و تحاول بحث أسبابها عن طريق الاهتمام بأصل نشوءها . فهم يسعون لإكمال الحلقة الناقصة في السلسلة التي تصل الماضي بالمستقبل.


رابعا :
المدونون هم فئة خاصة من المجتمع تتميز بالذكاء و العقلانية . أغلبيتهم شخصيات قيادية و لها وضعها الخاص على نطاق الأسرة و العمل . و منهم من يجد نفسه ملزما بالتدوين و التواصل مع القراء ، و يعتبر مواصلة التدوين واجبا و التزاما . و هذه الفئة من المدونين تكون في قمة الشعور بالمسؤولية . و نستطيع اعتبارها ركنا أساسيا لاستمرار دور التدوين في النهوض بالمجتمع و إثارة القضايا المختلفة . فالمسألة بالنسبة لهم ليست هواية أو مكانا يفرغون فيه أفكارهم ، بل كما أسلفت وسيلة لتحسين المستقبل .
خامسا :
بقيت فئة قليلة من بين المدونين و هي الفئة المعاكسة لمن تكلمت عنهم في الفقرة السابقة . الفئة التي تمارس التدوين بلا التزام كامل و لا شعور بالمسئولية . و تعتبر التدوين ( موضة ) إن صح التعبير .و هي تدون بلا ( استراتيجية ) واضحة أو خط فكري معين .و الواقع أن هذه الفئة هي نموذج لعناصر كثيرة في المجتمع ممن لا يتمتعون بخاصية معينة تجعلهم مميزين . فنجدهم يركبون كل مركب على أمل اللحاق بالأسطول الكبير الذي شق طريقه وسط الأمواج . لا أعتقد أن لهذه الفئة تأثيركبير على المسار التدويني و في نفس الوقت فهي لا تتأثر به بشكل يغير من نمط حياتها أو طريقة تفكيرها.
ختاما ، أتمنى أن يجد تحليلي هذا قبولا منكم و أكرر أني لا أقصد أحدا معينا في أي كلمة ذكرتها هنا .
و دمتم
سيدة التنبيب

25 أكتوبر 2008

بر ..عقوق الوالدين

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أرغب اليوم بالحديث عن ظاهرةصادفتني كثيرا خلال عملي في مستشفيات الكويت المختلفة. هي ليست ظاهرة بالمعنى السائد ولكنها من الذنوب الكبيرة و العياذ بالله . إني أتكلم - كما يقول العنوان عن عقوق الوالدين .


قبل ثلاث سنوات تقريبا ، أدخلت سيدة مسنة في الخامسة و السبعين من عمرها إلى العناية المركزة . كانت تعاني من فشل في القلب ناجم عن ضعف عضلة القلب . إلى جانب ذلك كانت تعاني من ( أمراضنا الوطنية ) و هي أمراض ارتفاع ضغط الدم و السكر و السمنة. كانت قد فقدت بصرها بسبب السكر و تستعين بسماعات لكي تتمكن من السماع جيدا.و طبعا لا داعي للقول بأنها لا تستطيع مغادرة الفراش بسبب السمنة و لآلام المفاصل و ضعف القلب . في صباح اليوم التالي ، جاءت إحدى بناتها تطلب الدخول لزيارتها. قلت لها أن الزيارة غير مسموح بها الآن و أن عليها أن تأتي عصرا .فأخذت تبكي و ترجوني أن أسمح لها بالدخول ، لأنها تخاف أن تتوفى والدتها قبل أن تسامحها . فهي كما قالت لم تزر والدتها و لا تكلمها منذ سنوات ! لم أستطع التعليق على الموضوع و سمحت لها بالدخول في أول فرصة سنحت بعد انتهائنا من المرور على المرضى . مالذي يمكن أن تفعله أم مسنة مريضة لا ترى و لا تكاد تسمع أو تتحرك بابنتها ، حتى تستحق منها كل هذه القطيعة ؟


و في إحدى المرات استقبل أطباء الحوادث رجلا مسنا يعاني من جلطة دماغية .من أحضره هو ( الصبي السائق الخادم ) ، الذي يعتني به .طلبوا منه الاتصال بأبناء المريض ليحضروا حتى يستطيعوا معرفة حالته و الأمراض التي يعاني منها و الأدوية التي يتلقاها . فإذا به يقول أنه هو المسئول عنه و يعرف كل ذلك و هو من يعطيه أدويته في مواعيدها و يذهب به لمراجعات العيادة في المستشفى . بل إنه أيضا يعرف رقم ملفه و يقوم باستخراجه في كل مراجعة!
في إحدى مناوباتي طلبت مني ممرضة أن أسحب دما لمريضة عندهم في الجناح لأنها تجد صعوبة في ذلك .ذهبت للمساعدة رغم أني لست مسئولة عن حالة المريضة ، فوجدتها سيدة مسنة أيضا و تعاني من جميع الأمراض الموجودة في كتب الطب ، و تتلقى ( صيدلية ) كاملة من الأدوية ، و ليس معها إلا الخادمة التي بالكاد تتحدث العربية - لأنها قدمت حديثا لتعمل هنا - و هي أيضا مسئولة عن رعاية السيدة .و السيدة المسنة ليست بوعيها الكامل بسبب جلطة دماغية قديمة . عندما اقتربت من السيدة المريضة لأسحب الدم لم أستطع التقدم كثيرا بسبب انبعاث رائحة كريهة جدا منها و اضطررت لاستعمال ثلاث أقنعة وجه لأستطيع الاقتراب منها و سحب عينة الدم . تمكنت من ذلك بصعوبة ، و بمجرد الانتهاء قصدت غرفة التمريض في الجناح لأفرغ معدتي ( أجلكم الله ) من شدة الغثيان الذي أصابني من رائحة السيدة !
هذه القصص واضحة و لا حاجة للتعليق . و هي مجرد أمثلة أتذكرها لحالات كثيرة تصادفنا في المستشفى حول إهمال الأبناء لرعاية آبائهم و أمهاتهم المرضى عند كبر سنهم .لن أحول المدونة إلى مكان لشرح المكانة الدينية و الأخلاقية لبر الوالدين .. لكن ما أردته هو تسليط الضوء على تفشي القسوة في قلوب الكثير من الناس ، و تبلد مشاعرهم و غياب ضمائرهم اتجاه أقرب الناس لهم .و الله المستعان .
و دمتم
سيدة التنبيب

21 أكتوبر 2008

الإداريون الأطباء 3

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.




تعرضت في المقالين السابقين إلى السلبيات الناتجة من القرارات الإدارية غير السليمة و التي تتسبب بعرقلة العمل . و ذكرت حادثتين للتدليل على ذلك . و الواقع أني لو أردت أن أكتب الحوادث التي صادفتني شخصيا ،لربما احتجت إلى مجلد ليسع ذلك دون مبالغة . و لك - عزيزي القارئ -أن تتخيل الوضع لو صدرت مثل هذه القرارات من إدارات متعددة . مثل أن تقوم هيئة التمريض و قسم المختبر و المخازن الطبية مثلا بإصدار قرارات غير سليمة ، و المشاكل التي ستترتب على ذلك. أود أن أشير في البداية إلى أن هذه القرارات لا تحدث في كل المستشفيات ، بل كل إدارة قد تنفرد بقرار خاص بها . فمن اعتاد على نظام معين في المستشفى أ قد لا يجده في المستشفى ب . و هذه تعكس العشوائية المركزية أو المركزية العشوائية التي تعاني منها إداراتنا.



هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى صدور مثل هذه القرارات غير السليمة . العامل الجذري من وجهة نظري يتمثل في اختيار القيادات .إن نظرة المجتمع للمنصب الإداري ( القيادي ) نظرة مخطئة تماما. فالمنصب القيادي في مجتمعنا يعتبر بمثابة تكريم للشخص و يصبح منصب تشريف و ليس تكليفا كما يفترض أن يكون. ومعايير الاختيار تتدخل فيها أمور كثيرة ، ليس من بينها على الإطلاق في أغلب الأحيان الكفاءة العلمية و المهنية. و هنا تبرز مشكلة المركزية في اتخاذ القرار . حيث أن أغلب المدراء يريد أن يظهر بمظهر العالم العارف بخبايا الأمور و على أساس ذلك يتخذ القرار.أو قد تكون حوله ( بطانة ) من المتنفعين الذين يظهرون بمظهر الناصح الواعي و يتسببون في المشاكل ، بسبب قصر نظرهم و تقديمهم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة .




الواقع أني أريد التفربق بين العمل الإداري البحت و العمل المهني الفني .فهناك أمور لا تحتاج إلى شخص متخصص للبت فيها .مثل أغلب الأعمال الإدارية الروتينية . و على الجانب الآخر ، هناك من الأمور التي تحتاج إلى تدخل شخص خبير و على مستوى معين من القدرة على التوفيق بين القرارات الإدارية و بين التفاصيل المهنية ، من أجل الوصول لأفضل الحلول التي لا ترجح كفة أي من الجانبين على حساب الآخر. و المشكلة في الطب و ربما بعض التخصصات الأخرى تداخل الأمرين فيصبح من السهل تغليب الجانب الإداري على الطبي عندما يفتقر مركز القرار للخبرة اللازمة لتحديد الأولويات .
لقد أتيح لي حضور بعض الاجتماعات حيث يتم اتخاذ القرارات . و لمست أبعاد المشكلة . مركز اتخاذ القرار بعيد تماما عن الواقع العملي اليومي لنا . و من يملك الحلول الوسيطة بالكاد يستطيع إيصال فكرته . هناك تنسيق لقترة مؤقتة فقط .. دون محاولة للإصلاح على المدى البعيد . لا نريد مشاكل الآن و هذا يكفي ، ليس مهما ما قد يترتب على ذلك . في أحد المستشفيات حيث لا يوجد وحدة لغسيل الكلى ( غسيل الدم هو المصطلح الأصح )، يفترض أن يتم تحويل المرضى الذين تسمح حالتهم لمستشفى آخرحيث مركز الغسيل . أما من يحتاج الغسيل بشكل لا يحتمل التأخير فيتم ذلك في وحدة العناية المركزة .يتم استغلال ذلك .. فحتى المرضى الذين يجب نقلهم يعمل لهم الغسيل في العناية المركزة .من جهة هم يستغلون موارد العناية المركزة في حالات لا تستحق . و من جهة يخف الضغط عن مركز غسيل الكلى ، فلا يدركون مدى احتياج المستشفى لوحدة غسيل كلى وبالتالي يتأخر إنشاؤها. أي أننا بدلا من أن نضغط عليهم لينشئوا وحدة الغسيل التي نحتاج وجودها فعلا ، نقوم بعملهم ويزداد الضغط علينا بلا بادرة للتحسن . ( يعني نقول ميخالف نتحمل ليما يقتحون لنا وحدة غسيل ) و هذا لن يحدث فنظل ندور في نفس الدائرة . فهذا الموقف مثلا يحتاج لطبيب يقدر الحالات التي يمكن تحويلها لمركز الغسيل ، و في نفس الوقت يقدر أهمية الضغط لإنشاء وحدة غسيل كلوي .بينما الأمر عندنا يعتمد على ( تلفون ) من مدير المستشفى لأنه ( يمون ) على فلان أو فلان ( يمون عليه ) و ليس على العوامل التي ذكرتها.


و دمتم

سيدة التنبيب



18 أكتوبر 2008

الإداريون الأطباء 2

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


من جديد حول نفس الموضوع .إن مشكلة سطحية العمل الإداري و تأثيره على العمل الفني أو المهني هي مشكلة منتشرة في جميع الإدارات و على كافة المستويات . لكنها في مجال الطب - من وجهة نظري الشخصية - تكون ذات تأثير مضاعف .فالقرارات الإدارية كثيرا ما تتسبب في تأخير علاج المرضى . فنحن قد اعتدنا دائما أن أي قرار أو تعميم من الإدارة غالبا ما يكون قد اتخذ ليعرقل عملنا، فنادرا ما تجد هذه القرارات تصب في مصلحة العمل . ذكرت في المقال السابق قصة جهاز الأشعة ، وسأضرب اليوم مثالا آخر ، على أن أعلق على الموضوع بشكل واف في المرة القادمة إنشاءالله .

في صيدلية الطوارئ لأحد المستشفيات ( حدث هذا منذ ثلاث سنوات و لا أدري إن كان مستمرا أم لا ) تم تقليص الأدوية بشكل كبير و منع وجود أدوية أخرى تماما بحجة أنها لا تستخدم في الطوارئ بل في الأجنحة . مثال على ذلك كثير من المضادات الحيوية التي تحقن في الوريد ( لارتفاع سعر بعض الأنواع ).هذا القرار صحيح إداريا مئة بالمئة. لكن أي طبيب ( مجابل مرضاه ) سيعلم تلقائيا أن هناك مشكلة نقص أسرة في الأجنحة . وأننا كثيرا ما نعالج المرضى في الطواريء لمدة يوم و يومين كعلاج الأجنحة ، بانتظار توفر سرير للمريض في الجناح. فليس من المعقول أن نؤخر العلاج لعدم توفر سرير. و تبعا لذلك سنحتاج بعض تلك الأدوية التي تعطى فقط لمريض الجناح ( حسب القرار ).في إحدى مناوباتي تم استدعائي بعد منتصف الليل إلى الطوارئ لوجود مريضة بحالة ربو شديدة.و من ضمن العلاج كنا نحتاج لمضاد حيوي من نوع خاص يعطى بالوريد لأن التهابا شديدا بالصدر هو ما تسبب بأزمة الربو الحادة هذه. كانت المريضة تعاني من حساسية لأنواع معينة من المضادات الحيوية ، و يتوجب علي في هذه الحالة أن أقوم بحقنها بنفسي دون الاعتماد على الممرضة تحسبا لتعرضها للحساسية أثناء الحقن . طلبت من الممرضة إحضار هذا المضاد ففوجئت بها تقول يجب أولا أن نحضر ملف المرضة و أكتب وصفة نرسلها لصيدلية المستشفى المركزية حتى نحصل على الدواء. لأن هذا الدواء يصرف فقط لمرضى الأجنحة و لا يتوفر في الطوارئ.و لمن لا يعلم بيروقراطية عملنا أقول أن هذه العملية تشتغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات في أحسن الأحوال. علي أن أنتظر كل هذه الفترة مع المريضة من أجل أن أعطيها الجرعة الأولى من المضاد الحيوي.و لنتخيل أنه يتم استدعائي لحالة أخرى طارئة أنشغل بها و لا أتمكن من العودة لهذه المريضة ، إذن يبدو أن هناك احتمال كبيربأن يتأخر علاجها . ( في دول العالم المتحضر أول شئ يعطى للمريض بالالتهابات الرئوية الحادة بعد الأكسجين هو المضاد الحيوي بالوريد ، حتى قبل سحب عينات الدم و إرسالها للمختبر و ذلك لخطورة هذه الالتهابات على حياة المرضى ).


خلال وجودي معها تم استدعائي لحالة طارئة أخرى . فاضطررت لاستدعاء زميلي المناوب ليكمل عني هذه الحالة أو يتوجه للحالة الجديدة . كان لتوه قد انتهى من حالة في الجناح . قلت له و أنا أعرفه على حالة مريضة الربو ، أننا قد نضطر لمتابعتها هنا حتى الظهر، لعدم وجود سرير في الجناح بانتظار خروج المرضى من الأجنحة و الذي عادة مايكون في فترة الظهر. فقال لي ضاحكا بمرارة : بلى هناك سرير في الجناح ، فالمريضة التي كنت عندها في الجناح قد توفيت ! لا أخفي عليكم أني فرحت لتوفر السرير لكن فرحتي كانت سوداء إن صح التعبير . هل يجب علينا أن ننتظر أن يموت أحد من أجل ان نتمكن من علاج أحد آخر بشكل جيد في هذا البلد؟


و دمتم

يتبع إنشاءالله

سيدة التنبيب

11 أكتوبر 2008

الإداريون الأطباء .. 1

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



أود التعليق على مجموعة من الأحداث تتعلق بسلبيات العمل الإداري في مستشفياتنا ، و تأثير ذلك على العمل الطبي .الواقع أننا نحتاج لقياديين متخصصين ، على درجة من الإلمام بمهنة الطب بفروعها المختلفة . و عليهم الإلمام أيضا بتداخل ممارسة الطب و العمل الإداري، دون تأثر ممارسة الطب و علاج المرضى بالقوانين الإدارية الجائرة في بعض الأحيان .

1- النائب الطبيب .



ملاحظة : جميع الأحداث التي أذكرها حقيقية و أبطالها لا يزالون في أماكنهم حتى هذه اللحظة .


سأتحدث اليوم عن أحد النواب الأطباء الذي كان يشغل منصب مدير إحدى المستشفيات منذ فترة ليست قصيرة . بعد تطبيق قانون الرسوم على الخدمات الطبية للوافدين ، كانت هناك حالة مرضية تتطلب المتابعة المستمرة بالفحص بجهاز الموجات فوق الصوتية ( السونار )بمعدل 3 مرات أسبوعيا.جهاز السونار كان من نوعية خاصة و ليس جهاز السونار العادي و قامت الوزارة بدفع ثمنه المضاعف من أجل تحسين الخدمات الصحية ، و كان يستخدم لحالات مرضية معينة و نادرة تحتاج عناية خاصة . أي أنه ليس جهازا عاديا يستخدم بشكل يومي . و كان على المريض الوافد أن يدفع عشرة دنانير في كل مرة للتمكن من هذا الفحص. قرر الفريق الطبي المتابع للحالة بأن يكون الدفع أسبوعيا و ليس لكل مرة ، لأن هذه تعتبر حالة متابعة و ليس حالة جديدة .و الواقع أن هذا كثيرا ما يحدث في المستشفيات حيث يقرر الأطباء عمل فحص السونار المتكرر دون رسوم إذا ما دفع المريض للمرة الأولى و أظهر الفحص نتيجة سلبية و كانوا يتوقعون التغيرات في اليوم التالي .. يقوم الطبيب بعمل السونار لنفس المريض دون رسوم كنوع من المساعدة الإنسانية ، فنحن أطباء أولا و أخيرا .


عندما علم مدير المستشفى بذلك أمر بإخفاء جهاز السونار المتخصص ( المرتفع الثمن ) ، في مخزن المستشفى و منع الأطباء من استعماله و بذلك حرم المرضى الكويتيون و الوافدون من هذا الجهاز ، واستمر ذلك المنع لفترة طويلة . تمت كثير من المحاولات لإقناعه بالتراجع عن ذلك و السماح بإعادة استخدام الجهاز و لو للمرضى الكويتيين فقط ، دون جدوى . كان يعتقد أن هناك استغلالا للجهاز دون وجه حق . و الواقع أن هذه مشكلة عند من يفكر كإداري .. أما من يفكر كطبيب فلا يأبه بمثل هذا.فما قيمة الأجهزة و الأموال إن لم تكن لخدمة البشر. كما أن فحص السونار يتميز عن باقي فحوصات الأشعة بأنه يعتمد على جهد الطبيب . فهو ليس مثل أشعة الكومبيوتر المقطعية و الرنين المغناطيسي و غيرها من الفحوصات التي تعتمد على كفاءة الجهاز و تكون باهظة الثمن .أي أن تكلفة استعمال جهاز السونار ضئيلة جدا و لا تكاد تذكر مقارنة بتكلفة الأشعة المقطعية ( 70 دينار ) و المغناطيسية ( 150 دينار على الأقل ).
إن هذه الواقعة واضحة ولا تحتاج لتعليق. إن الكثير من الإداريين في مستشفيانتا فقدوا ( الحس الإكلينكي ) كما نسميه . و نقصد به القدرةعلى استيعاب الحالات المرضية المختلفة و حاجاتها . بالنسبة له هو جهاز سونار ( و خلاص ) . ولا يجب أن تكون هناك ضجة لمنع استخدامه .. فلنتخيل أنه غير موجود أو أنه عطلان ، لا فرق . لكن سؤالي لحضرة المدير هو : لو كان من يحتاج الجهاز هو أحد أقربائك ، هل كنت ترضى أن يكون الجهاز في المخزن و لا يستخدم ؟
و دمتم
يتبع إنشاءالله

سيدة التنبيب




07 أكتوبر 2008

يعني لازم يكتشفونكم بفضيحة ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


استكمالا للحديث السابق عن الجرعة الزائدة ، أود الحديث عن متعاطي المخدرات في حالة تعرضهم لجرعة زائدة .ففضلا عن احتمال تعرض حياتهم للخطر ، لا أظنهم يتصورون مدى القلق الذي يسببونه لأهلهم عند انفضاح أمرهم .سواءا عندما يتركون أمام المستشفى أو في أي مكان ، أو عندما يتم نقلهم من المنزل بواسطة الإسعاف . ترى هل فكر أحدهم يوما بمقدار ( البهدلة ) التي يتعرض لها ذويهم عند انكشاف أمرهم ؟ إنهم يعانون الأمرين : الخوف على حالة ابنهم أو ابنتهم الصحية و احتمال وفاتهم من جهة ، و من جهة أخرى يتعرضون للإجراءات الرسمية الخاصة بالتحقيق و استدعاء كل من له صلة إلى المخفر و ربما الطب الشرعي .


الحقيقة أنه وضع صعب جدا و أتمنى أن لا يعانيه أحد أبدا. في إحدى المرات أحضر رجال الإسعاف شابا في الثلاثينات من عمره غائبا عن الوعي باشتباه جرعة زائدة . و جميع أخوته و أخواته كانوا يعلمون بموضوع تعاطيه للمخدرات .و هم من أخبرنا بذلك في غرفة الطوارئ رغبة منهم في مساعدتنا على إنقاذ حياته . الوحيدة التي لم تكن تعلم هي المسكينة زوجته . كم كانت صدمتها كبيرة عندما حدثها أحد الأطباء بصورة عفوية , ظنا منه أنها تعلم بالأمر لأن جميع أفراد عائلته كانوا يعلمون .كان موقفها صعبا و هي تفكر بزوجها و حياتها معه و نظرة الناس . و لا أدري كيف ألهمني الله الحديث معها لأهدئ من روعها .فأنا من الذين لا يتماسكون في المواقف المؤثرة . لكنني استطعت امتصاص انفعالها و حدثتها كأخت محاولة بعث الاطمئنان في نفسها.



أما والده المسكين فكان كالمذهول وهو يفكر بالحالة الصحية لولده ، و هل سيعيش أم لا ؟ لم يكن مهتما لمسألة الفضيحة و إجراءات الشرطة .. كان فقط يسأل باستمرار إن كان ولده سيعيش أم لا . و بقية أخوته - بعد أن اطمأنوا على استقرار حالته الصحية و عدم وجود ما يهدد حياته - شرعوا بالتفكير في كيفية لملمة الموضوع لتفادي الفضيحة .يحاولون أمامنا أن يجدوا الأعذار لإدمان أخيهم متصورين أننا - كأطباء - قد نشمت به و نساعد الشرطة ضده. أخبرتهم أن التحقيق لا يعنينا في شيء , و القضية لا تهمنا أبدا . كل ما نريده هو يتماثل أخوهم للشفاء و أن يغادر المستشفى بصحة جيدة .فلسنا مباحث أو إدارة مكافحة المخدرات .. نحن فقط أطباء نمارس عملنا في إنقاذ حياة الناس.



إنها كلمة أتوجه بها لمدمني المخدرات ..إن تعاطي المخدرات جريمة كبيرة بحقكم و بحق مجتمعكم .و إن كانت حياتكم و كرامتكم ليست مهمة عندكم ، فتذكروا أهلكم الأبرياء الذين سيؤخذون بجريرتكم إذا ما انكشف أمركم .



و دمتم



سيدة التنبيب

05 أكتوبر 2008

الكوليرا.. و نائبنا الفاضل

السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته.



كنت أود استكمال الحديث عن الجرعات الزائدة .. و لكنني قررت التعليق على سؤال أحد النواب بشأن استعدادات وزارة الصحة تجاه انتشار الكوليرا في العراق و احتمال تعرض الكويت لذلك . و مطالبته بإنشاء مركز حدودي للكشف على القادمين من العراق. في الواقع أني أريد فقط الحديث عن الموضوع من ناحية طبية ، سيتضح لك من خلالها - عزيزي القارئ- مدى ضحالة تفكير نوابنا ، و أنهم فقط يسألون دون الاطلاع على الموضوع الذي يسألون عنه !




الكوليرا مرض وبائي يصيب الإنسان في المناطق الموبوءة من تعرضه للمياه الملوثة غير المعقمة بالكلور . و غالبا ما تكون مياه راكدة،تستخدم للشرب و قضاء الحاجة ( أعزكم الله ) . وواضح جليا أنه ليس لدينا مثل هذه المياه. (( الحمدلله على النعمة ))

الكوليرا لا تنتقل من شخص لآخر بل يجب أن يتعرض الشخص للمياه الملوثة لكي يصاب بالكوليرا



الشخص المصاب بالكوليرا - أجارنا الله و إياكم - لا يمكنه التنقل من مكان لآخر لأنه يصاب بإسهال شديد و فقدان كمية كبيرة من السوائل تجعله طريح الفراش .



منذ تحرير العراق حتى الآن سمعنا عن ثلاث موجات على الأقل لانتشار الكوليرا في مناطق مختلفة هناك. فهي ليست المرة الأولى التي تنتشر الكوليرا عندهم .و في كل مرة يمكن السيطرة على المرض بمراقبة مياه الشرب و تجنب المياه الملوثة. و خلال هذه الفترة تنقل الكثير من الأشخاص بين الكويت و العراق . الكثيرمن الأخوة العراقيين الجرحى تم علاجهم في مستشفياتنا . و أيضا من القوات المتعددة الجنسيات و حتى سائقي الشاحنات الذين ينقلون البضائع عبر الكويت إلى العراق .


إن الكوليرا لا تطير في الهواء لتدخل إلى الكويت ، و لا يمكن لأي شخص يصاب بها في العراق أن ينقلها للكويت ، لأنه لن يكون في حالة تسمح له بالسفر . و حتى لو دخل الكويت شخص مصاب فلن ينقلها لنا إلا لو شربنا مياها ملوثة بفضلاته ( أعتذر عن التعبير و لكن هذه حقيقة علمية ).


طبعا الاحتياط واجب ، و الاهتمام بصحة المواطنين أولوية . لكني أرى أنه يجب أن يكون هناك بعض المنطق تجاه أي قضية تطرح على الملأ. وأظن أن عضو مجلس الأمة يجب أن يطلع قليلا على الموضوع الذي يتحدث بصدده، فالمسألة ليست مجرد الحديث عن الكوليرا و السلام . إن نوابنا أصبحوا يتدخلون في كل شيء . لم يبق إلا أن نفتح صنبور المياه لينزل لنا بعض النواب بدل قطرات الماء .






و دمتم







سيدة التنبيب

30 سبتمبر 2008

عيدكم مبارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


تقبل الله أعمالنا و أعمالكم و كل عام و أنتم بخير .


سيدة التنبيب

28 سبتمبر 2008

السجين و الشرطي..جرعة زائدة !

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.




حديث اليوم ذو شجون كما يقولون ، و لا أدري مالذي يجب أن أفعله تجاه هذه القصة , هل أبكي أم أضحك ؟ لم أكن طرفا مباشرا فيها إنما حكاها لي أحد الزملاء من أطباء العناية المركزة في أحد المستشفيات منذ أكثر من أربع سنوات . حيث اسقبلوا حالتين لجرعة زائدة من المخدرات ، الأول ( رحمه الله ) كان سجينا من السجن المركزي و الثاني هو العسكري المسئول عن حراسته و كلاهما بنفس المخدر ! كانت حالة السجين حرجة فبالإضافة للجرعة الزائدة من المخدر ، و لأنه مدمن مخدرات ( عتيد ) قام باستهلاك جميع الأوردة في يديه فلم يجد إلا أحد الأوردة في ساقه ، و لعدم خبرته في الحقن بهذه المنطقة تسبب بانسداد شريان الساق مما أدى إلى إصابتها بالغنغرينا و تسمم الدم . قام أطباء الجراحة بمحاولة لإنقاذ الساق و لكن تطلب الأمر بترها و نقله بعد العملية إلى العناية المركزة لاستكمال العلاج من تسمم الدم. و لكن حالته كانت سيئة جدا فقد توفي بعد يومين . في حين تم علاج العسكري من الجرعة الزائدة و تماثل للشفاء .



لست أدري بماذا أعلق على الموضوع ؟ كانت هذه الحكاية بمثابة صدمة كبيرة لي ، كنت أسمع عن تجاوزات السجن المركزي .. لكن أن يكون الحراس يتعاطون االمخدرات مثل المساجين فما الفرق بينهم ؟ و لماذا يعاقب السجناء و يترك العسكريون ؟



منذ هذه الحادثة .. بدأت أفتح عيني جيدا على كل ما حولي .. و صرت أعتبر المستشفى مرآة تعكس مآسي مجتمعنا الصغير . بدأت أستوعب ما يعنيه البعض عندما ينتقد اختراق القانون وضياع العدالة في المجتمع ، عرفت تماما معنى تفشي الفساد في ديرتنا الصغيرة .


و دمتم


سيدة التنبيب





25 سبتمبر 2008

واسطة وكيل الوزارة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،
هذه المرة سيكون الحديث عن واقعة تحدث باستمرار مع اختلاف المكان و الزمان و الشخصيات . إلا أنها تسبب لنا مشكلة كبيرة في العناية المركزة سأفصلها بعد سرد الواقعة .
القصة باختصار تتعلق بسيدة مسنة أدخلت إلى العناية المركزة في غيبوبة عميقة بسبب نزف دماغي شديد، وهي حالة تحدث للعديد من الكبار في السن خصوصا إذا ما كانوا يعانون من أمراض القلب و الضغط و السكر. تم إجراء اللازم لها دون استجابة حيث استمرت غيبوبتها رغم أساليب العلاج الكثيرة . و في مثل هذه الحالات نضطر لعملية الشق الحنجري ( فتحة التنفس في الرقبة )ثم نقوم بتحويل المريض إلى الجناح ليستكمل العلاج هناك. حيث أنه بعد هذه الفتحة التنفسية ليس هناك ما يمكن عمله للمريض في العناية المركزة. و هذا ما حدث فعليا لهذه السيدة ، باستثناء الخطوة الأخيرة و هي تحويل المريضة للجناح . تم منع هذه الخطوة عن طريق ابن المريضة و هو وكيل إحدى الوزارات .. لأنه يعتقد أنه لا توجد رعاية كافية في الجناح كتلك التي وجدها في العناية المركزة! و هو كلام سليم جدا إلا أن المشكلة تكمن في أن هناك حالات تحتاج لمستوى رعاية مثل العناية المركزة , و هناك حالات تحتاج لرعاية في مستوى الجناح. و من يقرر هذا أو ذاك هو الطبيب المعالج , و هذا يحدث في جميع المستشفيات في العالم. و بالنسبة لحالة السيدة المذكورة فقد كان كل ما تحتاجه التنظيف و الإطعام و إعطاء الأدوية في مواعيدها. و هذا عمل الممرضة العادية في الجناح بل إن أي خادمة منزل تستطيع عمل ذلك . و هو لا يستدعي وجود المريضة في العناية المركزة . و جرت محاولات كثيرة لنقل المريضة إلى الجناح ، و لكن ابنها استبسل في منع ذلك ، مستخدما علاقات كثيرة دفعت مدير المستشفى أن يمنع نقلها للجناح .. و قد بقيت في العناية المركزة لأكثر من 4 أشهر إلى أن توفاها الله .
ما المشكلة في بقائها في العناية المركزة ؟
توجد هناك مشكلة كبيرة في مستشفياتنا تتلخص في ندرة أسرة العناية المركزة ، و هي مشكلة عالمية في الواقع. فأسرة العناية المركزة محدودة و يجب أن تدخر لمن يحتاجها فعلا ، مثل ضحايا الحوادث المرورية و مرضى الفشل التنفسي و الفشل الكلوي وحالات التسمم و غيرها ..فعندما يحتل مريض واحد سريرا في العناية المركزة دون داع ، فذلك يعني أن هناك من سيحرم منه ، وهذا ما حدث و يحدث مرارا و تكرارا .. فكم من مريض تم تحويله وهو في حالة حرجة لمستشفيات أخرى عن طريق الإسعاف لعدم توفر سرير في العناية المركزة .. بينما هناك من يرقد فيها دون أن يجني فائدة من ذلك .
وقد يقول قائل إنها مريضة واحدة فقط ، لكن عندما يتكرر الأمر يصبح مأساة .. عملت في أحد المستشفيات قبل ثلاث سنوات و كان هناك أربع مرضى ( واسطات ) ليس منهم من تستدعي حالته البقاء في العناية المركزة ..أربعة أسرة من أصل ثلاثة عشر هي كل أسرة العناية المركزة . المريض الأول بقي خمس سنوات حتى توفي و الثانية سنتين و الثالثة سنة و نصف و الرابعة لا تزال موجودة حتى الآن .فلكم أن تتخيلوا عدد المرضى الذين حرموا من دخول العناية المركزة لهذا السبب.
و دمتم
سيدة التنبيب

24 سبتمبر 2008

وما تدري نفس بأي أرض تموت

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

أود في البداية أن أسرد قصة حدثت منذ عامين في أحد المستشفيات.بطلها ( رحمه الله ) شاب سوري في التاسعة و العشرين من عمره.كان قد جاء لزيارة ابن عمه الذي يعمل في الكويت في ورشة سيارات ، و أثناء جلوسه مع ابن عمه في الورشة، كان ابن عمه يقوم بنفخ إطار إحدى السيارات . و يبدو أن الضغط تجاوز الحد مما أدى لانفجار الإطار.و يشاء القدر أن يصاب الشاب في جانب وجهه الأيسرمما أدى لنزيف شديد في الدماغ تسبب بدخول الشاب في غيبوبة و فقد العين اليسرى تماما. كل ذلك حدث أمام ابن عمه الذي لم يصب بأذى.
تم نقله للمستشفى و خضع لعملية جراحية عاجلة لتفريغ النزيف و عملية تجميلية لجانب وجهه الأيسر رغم فقدان البصر النهائي في العين اليسرى. الحقيقة أن فريق العناية المركزة من أطباءتخدير و جراحين و ممرضين كان يتابع حالته باستمرار .حتى من لا يكون منا يعمل في العناية المركزة حسب جدول العمل كان يحرص على السؤال عنه تعاطفا مع قصته. و أثناء وجوده في العناية المركزة الذي استمر 10 أيام خضع لثلاث عمليات في الرأس كل عملية كانت تستغرق من خمس إلى ثمان ساعات يعود بعدها إلى العناية المركزة ليستكمل العلاج.
آخر عملية جراحية كانت يوم خميس، كانت خفارتي يوم الجمعة و قمنا بعمل أشعة مقطعية للرأس حسب تعليمات جراح المخ و الأعصاب ، الذي أسرته نتيجة الأشعة و أعطانا الضوء الأخضر بأن نوقف أدوية التخدير و نسمح بإيقاظه و رفع جهاز التنفس الصناعي عنه إن كانت حالته تحتمل .يوم السبت قام الأطباء بمحاولة جزئية لإيقاف الأدوية منذ الصباح ووجدنا استجابة رائعة منه عند نهاية الدوام حيث كان بكامل وعيه ، إلا أننا لم نوقف التنفس الصناعي و عدنا لتخديره على أن نقوم في اليوم التالي برفع جميع الأدوية و التنفس الصناعي من الصباح الباكر ليكون تحت ملاحظتنا التامة بعد رفع الأدوية و التنفس الصناعي.
يوم الأحد ذهبت باكرا للعناية المركزة قبل اجتماع القسم الصباحي لأطمئن عليه ، و فوجئت بوجود ابن عمه جالسا عند باب العناية المركزة على الأرض كالمذهول و بحالة يرثى لها . هرعت إلى الداخل كالمجنونة فإذا بي أسمع طبيب الخفارة يحكي لطبيب آخر كيف أصابت الشاب جلطة في شرايين الرئة في الثانية فجرا أدت لوفاته .جلطة الشرايين تحدث بصورة نادرة و لله الحمد و لكنها قاتلة في أغلب الحالات و علاجها دواء السيولة ولكن لا يمكن إعطاؤه لمريض خضع لجراحة أو عنده نزيف في الدماغ مؤخرا و كلا الحالتين كانتا لدى الشاب.
أتذكر هذه القصة ، و أضع نفسي مكان ابن عمه ، لا أستطيع تخيل الموقف ..
كيف ذهب لإجراءات طلب فيزا الزيارة لابن عمه ، الذي جاء من سوريا لزيارته فإذا به يموت في الكويت .صحيح كما تقول الآية الكريمة ( و لا تدري نفس بأي أرض تموت ).
و دمتم
سيدة التنبيب

19 سبتمبر 2008

العنوان

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أهلا بكم من جديد في ( الحب في العناية المركزة )، حيث قررت أن أبدأ التدوين بشرح سبب اختياري لعنوانها، آملة أن أتمكن من شرح الفكرة جيدا. إن قسم العناية المركزة يعتبر من أهم الاقسام في المستشفى ،لاحتوائه الكثير من الأجهزة و الأدوات الطبية المعقدة اللازمة لعلاج الحالات الخطرة و غير المستقرة.لا يكاد يشاركه هذه الأهمية إلا قسم العمليات.
و تبعا لذلك فإنه لا يدخل العناية المركزة من المرضى إلا من تكون حالته حرجة ( طبعا هذا حسب قوانين المستشفيات ، أما في الكويت فإن الواسطة تستطيع إدخال أي شخص إلى العناية المركزة ، وهذا موضوع سأكتب عنه لاحقا إنشاءالله ). أعود لأقول أن من يدخل العناية المركزة يجب أن يكون في حالة حرجة تتطلب المراقية الدقيقة و التدخل السريع. و من هنا اخترت أن يكون الحب في العناية المركزة عنوانا لمدونتي . حيث أنني أعتقد أن الحب في زمننا هذا يعاني حالة مرضية معقدة ، تحتاج دخوله إلى العناية المركزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. إن ما يحدث في المستشفيات يدلنا على المستوى الذي وصلت إليه إنسانينا ( أو ربما الأصح أن أقول وحشيتنا ) في المعاملات البشرية ، رباه .. إن كان هذا يحدث في المستشفيات ، فمالذي يحدث في السجون إذا ؟
إن ما أقصده حينما أقول الحب ، هو الحب الذي يرمز لكل القيم الجميلة و الأخلاقيات الفاضلة ، التي تدفع الإنسان للإخلاص في عمله ، و حب الناس و خدمتهم .إن من يحب عمله يخلص له ، و من يحب شخصا ما سيعمل من أجل مصلحته و يضحي من أجله.
أعزائي ،،
إن هذه فقط مقدمة حاولت أن أشرح فيها فكرتي ، و سيكون لديكم تصور كامل لما أعنيه من خلال بقية كتاباتي إنشاءالله.
و دمتم
سيدة التنبيب

بسم الله نبتدي

السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته.

أهلا بكم في الإطلالة الأولى لمدونة الحب في العناية المركزة.و هي مدونة أردت أن تكون مختصة بهموم الجانب الصحي في دولة الكويت،يفتح فيها باب النقاش بشأن المشاكل و المعوقات العديدة التي يواجهها العاملون في المجال الصحي من أطباء و ممرضين و فنيين و حتى مرضى يعانون من نقص الخدمات و ربما تدنيها في بعض الأحوال.لست أريد أن يكون الوضع سوداويا و لكنه وضع مخز بأي حال من الأحوال.

أكتفي بهذا القدر في بداية تدويني على أن ألتقي بكم لاحقا في هذه المدونة إنشاءالله.

و دمتم،
سيدة التنبيب