رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

26 يناير 2009

وقفات فلسطينية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أكتب اليوم عددا من الخواطر التي تجول في ذهني تجاه فلسطين .


1

بعد تحرير بلدنا من غزو صدام ، و في الفترة التي كنا نستخدم فيها مصطلح ( دول الضد ) ، كنت أعيش حالة من التشتت ، في الجامعة أرفع شعار ( في شوق إليك يا قدس الأقداس ) الذي ترفعه القائمة الإسلامية الحرة - حينذاك - بينما في داخلي شعور بالكراهية نحو الفلسطينيين و غيرهم من الجنسيات العربية التي أيدت حكوماتها نظام صدام . نظرا لأن عائلتي تعرضت لموقف من قبل أحد الفلسطينيين المتعاونين مع الجيش العراقي .لكن انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 أعادت لي الشعور بالقضية الفلسطينية و التحول من شعور متناقض بين التعاطف و الكره ، إلى الدعم الكامل للحق الفلسطيني .



2


التغريبة الفلسطينية


ساهم هذا العمل الرائع - و هو من إخراج الفنان السوري المبدع حاتم علي -في تغيير مشاعري و أفكاري ناحية القضية الفلسطينية . فهمت بالضبط معنى مصطلحات النكبة و التهجير و المخيمات و حق العودة .عرفت معنى تدمير القرى الفلسطينية و تشريد أهلها .يقدم العمل أسرة فلسطينية عادية جدا ببساطتها و رغبتها بالعيش ، طلب الرزق و الستر ، و كيف تأثرت باحتلال فلسطين .لا يقدم القضية من منظور الجهاد و المقاومة الملئ بالصراخ و الحماس المفتعل - كما اعتادت الدراما العربية تقديم القضية الفلسطينية- و إنما من جانب إنساني صرف يعمق الشعور بالأصالة العربية و الحق الفلسطيني بالقدس.




3


إبراهيم طوقان


شاعر كتب المقدمة الغنائية للتغريبة الفلسطينية ، أعجبني منها هذا المقطع و لا أزال أردده :


صامت لو تكلما لفظ النار والدما

قل لمن عاب صمته خلق الحزم أبكما

و أخ الحزم لم تزل يده تسبق الفما

لا تلوموه قد رأى منهج الحق مظلما

و بلادا أحبها ركنها قد تهدما

قصدت من النقطتين السابقتين توضيح أزمة كبيرة تعانيها القضية الفلسطينية ، و هي غياب التمثيل الإعلامي .نحن نسمع عن عز الدين القسام لكن لا نعرف من هو . بينما شخصيات مثل جمال عبدالناصر و المشير عامر و غيرهم نعرف الكثير عنهم بسبب الاهتمام الإعلامي بهم .من يجب أن يتحدث عنه التلفزيون أكثر .. أحمد ياسين أم قصص حياة الفنانين و المطربين الذتي تناولتها سلسلة من المسلسلات؟ هذان المثالان لتوضيح الفكرة و ليس لقياس الشخصيات مع بعضها .

4
إسرائيل واقع مرفوض

انتشرت في السنوات الأخيرة فكرة بين أوساط الكثير من الناس على اختلاف توجهاتهم و انتماءاتهم . هي فكرة القبول بالكيان الصهيوني - إسرائيل -كدولة و التعامل معها على هذا الأساس. فلا يجب على الفلسطينيين أن يقاوموا المحتل بل يتفاوضوا معه ! و ذلك بذريعة صيانة الأرواح و عدم الدخول في معارك و مجازر لأن الكيان الصهيوني هو أقوى دولة في المنطقة. و تجاوز الأمر ذلك إلى اتهام أطراف المقاومة بالمتاجرة في أرواح الناس من أجل مطامع شخصية .

أنا لا أدري كيف ندعي التحضر و مقاومة الفساد .. و نحن نهضم حق شعب كامل بالحياة الكريمةو استعادة أرض أجداده . نعتقد أننا قد استوعبنا الأمر كله ووصلنا للنتيجة النهائية بينما نحن نؤيد باطلا فقط لأنه الأقوى ؟

نعم إسرائيل أمر واقع .. لكن هناك من سيقرر استمرارية هذا الواقع من عدمها . و المسألة فقط مسألة وقت .

5

أقوى جيش في المنطقة


أقوى جيش في المنطقة , الجيش الذي تدعمه أقوى دولة في العالم ، يشن حربا دون هوادة على مدى ثلاثة أسابيع مستخدما كامل قوته التدميرية في بقعة محدودة محاصرة معزولة عن العالم .. و في النهاية لا يستطيع منع صعاديات حماس - كما يسمونها - من الانطلاق ؟

إن أقوى جيش في المنطقة - حاليا على الأقل -كما أراه هو الجيش الذي يجبر عشر سكان دولة ما ، و ربما أكثر ، على إخلاء مناطقهم و دخول الملاجئ، دون أن يملك طائرة أو دبابة أو مدرعة !!

و دمتم

سيدة التنبيب


21 يناير 2009

العقد النفسية للصيادلة !!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .





أعود مرة أخرى للهجوم على بعض العاملين معنا في المجال الطبي .. و قد اخترت هذه المرة أن أتحدث عن الصيادلة ( الأطباء و الفنيين ). لأنهم بصراحة منذ إقرار كادرنا قد أصبحوا لا يعاملوننا كما كانوا يفعلون.في السنوات الأولى التي تلت التخرج ، كنت أشعر أن الصيادلة يحترموننا كزملاء . لكن بعد الكادر تغيرت معاملتهم لنا . و هذه المسألة قد لاحظها الكثير من الأطباء. لي زميلة لها ملف باسمها في المستشفى التي تعمل فيه ،لأنها تعاني من حموضة المعدة و يصف لها طبيب الجهاز الهضمي دواء الحموضة . هي تعمل منذ سنوات ، و جميع من في الصيدلية يعرفونها جيدا .عندما تذهب بوصفة العلاج المسجل عليها اسمها و رقمها المدني و رقم الملف لا يصرفون لها الدواء إلا بعد أن تحضر البطاقة المدنية . أما لو أرسلت الوصفة مع عمال النقل فيتم صرفها دون بطاقة مدنية ! أنا في السابق كنت عندما أقصد الصيدلية أجد ترحيبا و حتى لو كان الجميع مشغول كانوا يبتسمون و يطلبون مني الانتظار .في الفترة الأخيرة ( و تكرر الموقف كثيرا ) ، عندما أذهب إلى الصيدلية فإن لا أحد يعيرني اهتماما حتى لو لم يكن أحد غيري على الشباك و جميع الصيادلة جالسين يتحدثون !!




أبدأ بالصيادلة الأطباء ، و هم من متفوقي الثانوية العامة ودخلوا كلية الصيدلة بمجاميع عالية . و هناك منهم من كان يرغب بكلية الطب و لم يحالفه الحظ .. هذه الفئة هي التي أقصدها .. أعتقد أنهم يحقدون علينا لأنهم لم يدخلوا كلية الطب بسببنا !! فلو لم تكن مجاميعنا أعلى لكانوا هم أطباءا أيضا !! ( أتحدث عن البعض و ليس الكل ، فهناك من دخل كلية الصيدلة لأنه يحب دراستها و لا يريد أن يكون طبيبا ) . من جهة أخرى .. أعتقد أنهم يشعرون بالنقص لأنه ليس لهم سلطة كالتي لدينا .. فنحن من يباشر المرضى و يجلس في عيادة و يدخل العمليات .. يشخص و يكتب العلاج و يضع ختمه و توقيعه ، بينما هم مجرد يصرفون العلاج ( أي ينفذون أوامرنا لو صح التعبير ) !! ا في الواقع أنا أشاركهم الشعور .. فمن الصعب على الشخص الذكي المتفوق أن يقبل بوضع الصيدلاني في مستشفيانتا .. فهم من المتفوقين الأذكياء .. و أمضوا سنوات مريرة في دراسة الصيدلة التي لا تقل صعوبة عن دراسة الطب .. ليجدوا أنفسهم بعد ذلك مرابطين خلف شباك صرف الأدوية يكررون نفس التعليمات لكل من أتى ..بينما هناك من زملائهم من يمشي في الممر يلاحقه المرضى و المراجعين يطلبون نصيحته أو الحضور لعيادته ..



في كثير من الأحيان كنت أقف على شباك الصيدلية ، و أرى الطبيبة الصيدلانية جالسة تقرأ مجلة ما و لا تهتم لوجودي ..ألقى السلام و أقف أنتظر .. ترد السلام و تستمر بالقراءة .. و بمجرد أن أناديها دكتورة لو سمحتي .. أراها تهب من مقعدها و الابتسامة تعلو وجهها .. لماذا؟ لأنني أعطيتها وضعها كطبيبة و لم أعتبرها مجرد عاملة تصرف الدواء. الواقع أن رفع التكلفة من سماتنا ، فنحن كأطباء ننادي بعضنا بالأسماء ..دون الحاجة للفظ دكتور ..و هذا الشئ يمتد حتى للممرضات و فنيي العلاج الطبيعي و غيرهم .. نحن نعمل كفريق واحد و بمرور الوقت نعتاد بعضنا .. و منا من ينادي الآخر بكنيته دون الحاجة للفظ دكتور أو سستر أو غيرها .ما يثير حنقي هو أن الكثير من الصيادلة كانوا زملاءنا في الكلية .. نتقاسم المدرجات و مذكرات المراجعة و أسئلة الامتحانات .. نجلس معا و نضحك ، بل كنا نفرح و نحزن أيام الانتخابات الجامعية لفوز و خسارة أي قائمة في كليتنا أو كليتهم .. و هذه العلاقة تمتد حتى لخريجي طب الأسنان و الطب المساعد من فنيي الأشعة و المختبرات و العلاج الطبيعي و غيرها ..حيث لاحظت أن علاقتنا بهم لا زالت كما كانت .. أما الصيادلة فقد تغيروا كثيرا ..


و أمر آخر انعكس على طريقة علاجنا للمرضى بسبب تعنت الصيادلة .. حيث لا يتم صرف بعض الأدوية التي نصفها لمرضانا لأن مسئولي الصيدلية غير مقتنعين بذلك . مثلا هناك دواء ال ( ondansetron) ، هو دواء فعال لعلاج التقيؤ بعد التخدير و العمليات .. لكن يرفض الصيادلة توفيره لقسم العمليات بحجة أن هذا الدواء يستخدم فقط لعلاج التقيؤ الناتج عن العلاج الكيميائي لمرضى السرطان .نعم هذا الدواء استحدث لعلاج مرضى السرطان من التقيؤ بعد العلاج الكيميائي قبل أكثر من خمسة عشر عاما .. و هم لا يعلمون أنه في السنوات الأخيرة بدأ صرف هذا الدواء لعلاج تقيؤ ما بعد التخدير و العمليات الجراحية . و أنه فعال جدا في هذا الصدد. أنا لا أجد تفسيرا لهذا التصرف إلا أن بعض الصيادلة المسئولين يريدون فرض بعض القرارات كنوع من إثبات الذات ، فعملهم لا يقتصر على توفير الأدوية كلما طلبها الأطباء ..بل هم يستطيعون فرض قراراتهم أيضا . رغم أنه لا توجد مصلحة شخصية لنا من صرف الأدوية الجيدة للمرضى ما دامت متوفرة في المخازن .
هناك فئة أخرى من الأطباء البشريين يتصرفون بنفس الطريقة أحيانا ،و هم أطباء الأشعة و المختبرات .و يشاركهم في ذلك عدد كبير من الأطباء الذين يتخصصون في مجالات ليس فيها احتكاك مباشر بالمرضى .. مثل مراقبة العدوى و الجودة و غيرها .هؤلاء الأطباء ممن يكون عملهم فنيا أو إداريا أكثر من أن يكون إكلينيكيا .. يسببون لنا الكثير من المتاعب .الواقع أن هذه التخصصات غاية في الأهمية ، و وجودها ليس تكميلي بل أساسي لنقوم بمهمتنا على الوجه الأكمل .. لكن نراهم يصدرون قرارات تعرقل عملنا و قد تتسبب بتعطيل علاج المرضى . و نضيع الكثير من الوقت و الجهد نشرح لهم لماذا نريد الفحص الفلاني للمريض ، و في النهاية لا يقتنعون إلا عندما نخبرهم أننا سنضطر أن نوثق في ملف المريض أننا طلبنا ذلك و أنتم رفضتم ، عندها يقبلون على الفور بعمل ما نريد حتى لا يتحملوا مسئولية تدهور الحالة الصحية للمريض! فلو كانوا مقتنعين بقرارتهم لما تأثروا بالتهديد . أذكر أنه كان هناك مريض يرقد في العناية المركزة في حالة حرجة بعد عملية جراحية كبرى ، يعاني من نقص نسبة الهيموجلوبين و الصفائح بالدم ، و كان قد بدأ ينزف و نحتاج عددا من أكياس البلازما لنساعد عملية تخثر الدم ووقف النزيف .. طبيب المختبر رفض تزويدنا بها بحجة أن تحليل الدم للمريض قريب من الطبيعي و لا يحتاج كل هذه الأكياس. رحت أشرح له أننا نعلم مسبقا من خبرتنا في هذه الحالات أنه سيتدهور و نريد أن نسبق عملية سيولة الدم .. فجعل يردد أنه لا يرى ضرورة لذلك ..فقمت بتكرار الجملة التهديدية الشهيرة : عفوا سأرسل لك طلب أكياس البلازما الخاص بالمريض و عليك أن تكتب أنه لاحاجة لها .. و نثبت ذلك في ملف المريض لأن حالته حرجة . عندها وافق على إرسال الأكياس للمريض و تمت السيطرة على النزيف و الحمدلله .
هذه نماذج لما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الزملاء في مجال واحد . قد أكون مخطئة في تحليلاتي و تكون هناك جوانب كثيرة غائبة عن ذهني . لكن هذه نظرتي نحو الموضوع و في النهاية أنا أتكلم عن البعض .. فهناك الكثير من الأطباء في هذه المجالات ممن يشهد لهم بالكفاءة و الإبداع في عملهم .
و دمتم
سيدة التنبيب




13 يناير 2009

سستر ستين .. و مجرمو العدان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



أستكمل اليوم الحديث عن العقد النفسية للممرضات .. و سأتحدث في ثلاث مواضيع منفصلة على شكل فقرات ..


( 1 )


ممرضة الطبيب الواحد


أعني بها الممرضة التي تعطي ولاءها الكامل - إن صح التعبير - لطبيب واحد فقط . فتراها تهتم بمرضاه و تطبق أوامره حرفيا .من جهة أخرى نراها تبدأ العمل كمخبر لمصلحة هذا الطبيب. تنقل له الأخبار و ما قيل و يقال من باقي أفراد الطاقم الطبي ، متسببة بالمشاكل و النزاعات بين العاملين. غالبا ما يكون هذا الطبيب ذا شخصية كاسحة و ليس بالضرورة أن يكون على مستوى علمي و طبي ممتاز. هو فقط يجيد التعبير عن نفسه و دفع الصعوبات و استغلال ضعف الآخرين . أما الممرضة ، فتكون شخصية وصولية تعتقد أنها تحمي نفسها بعلاقتها مع هذا الطبيب مستندة لقوته.


صادفتني ممرضة من هذه النوعية قبل سنوات .. كانت من جنسية عربية و كنت حديثة التخرج و أقوم بالتدريب في أحد المستشفيات التخصصية . كانت للممرضة علاقة قوية بأحد الجراحين المتوحشين الذي حضر للكويت بعقد خاص، و كان يقوم بعمليات جراحية خطيرة إلا أنه لا يحسن التعامل لا مع المرضى و لا الأطباء و لا أهل المرضى . و كان لا يبالي بشئ لاعتقاده أن الكويت ستظل محتاجة له لسنوات . إلى أن من الله علينا و عاد من الخارج عدد من ( عيالنا ) بشهادات و مستوى تدريب و خلق يفوقه مئات المرات و الحمدلله . المهم أن هذه الممرضة كانت تجهز أحد المرضى للدخول إلى العمليات ، عندما سمعتها تسخر من أسماء الكويتيين لأن والد المريض كان اسمه جويعد .عندها تدخلت في الموضوع رافضة أن تعلق بهذه الطريقة على الاسم .فإذا بها تتمادى وتتطاول على لهجتنا كلها بذريعة أننا نسمي الدجاج ( دياي ) !طبعا هي اختارت الشخص الخطأ و التعليق الخطأ ، تظنني طبيبة جديدة و سأسكت عن سلاطة لسانها ، و مهما يكن فهي بحصانة سلطان الأطباء و لا يهمها شئ .إنها تتطاول على من يفوقني سنا و مركزا فكيف بي و أنا الطبيبة الصغيرة الجديدة ؟ قلت لها رجاءا كلميني بطريقة مهنية ( profesional ) أو اصمتي . أنا أطالبك باعتذار و إلا شكوتك في مخفر الشرطة ؟ صمتت لحظات ثم قالت أنها آسفة لأنها لم تكن تعلم أني كويتية ! زرت المستشفى بعد عام من هذه الحادثة فعلمت أنها قد استقالت بسبب مشكلة مع طبيب كويتي لم يتنازل عن حقه في شكوى ضدها تجاوزت فيها الحدود ، و لما علمت أن نتيجة التحقيق ليست في صالحها استقالت .


( 2 )
سستر ستين



ممرضة مصرية الجنسية .. قضت سنوات عمرها في الكويت .و توفيت في الكويت أيضا .. رحمها الله .. اسمها غريب : ستين ، و كنا نناديها سستر هناء.. أول ممرضة عملت معها بعد التخرج منذ سنوات .. و بها كنت أقيس غيرها من الممرضات ..كانت مثالا للأخلاق و الأمومة و الرحمة ..كانت تقول عن أحد الاستشاريين أنها تذكره عندما تخرج .. و رأته كيف كبر و تخصص و أصبح استشاريا .. تدعو لي أن أصبح مثله .. و تراني استشارية أنا الأخرى .يشاء القدر أن تمرض و يكون هذا الاستشاري هو طبيبها في مرضها الذي أدى لوفاتها ( المرض و ليس الطبيب ) !! كل ذلك خلال أسبوعين .. أعود من إجازة لأسأل عنها ، يقولون توفيت .. أعيد السؤال مصدومة : سستر هناء ؟ سستر ستين ؟ أتتكلمون عنها نفسها ؟ نعلم أنك تحبينها و لكنها توفيت .. رحمها الله .



( 3 )


جراحو العدان .. فات الأوان ..


شئ لا يصدقه عقل هذا الذي حدث بين أطباء قسم الجراحة بمستشفى العدان . عملت في مستشفى العدان قبل فترة .و أعرف مالذي كان يحدث بين الأطباء الثلاثة . للأسف أستطيع أن أقول أن المسألة كلها تداخلت فيها المصالح الشخصية بالعمل الطبي . و أن هناك جانبا كبيرا أخفي عن الرأي العام في القضية . فمن غير المعقول أن تنشر إعلاميا هذه القضية و لا يزال التحقيق جار فيها .و يستمع فيها لطرف دون الآخر . نعم .. حصلت حالات وفاة بين مرضى الجراح المعني في القضية ، و لكن أولا ليس إلى الدرجة التي تصوره كمجرم في نظر الناس . و ثانيا لا يعني هذا أن الطبيبين المتحدثين هما ملاكين ، و لا يخطئان و لم تحدث عندهما وفيات أو مضاعفات . الطبيبان أقحما عددا من أطباء القسم و كذلك أطباءا من قسم العناية المركزة في الموضوع ، و انكشف فيما بعد أن أيا من هؤلاء الأطباء لم يتقدم بشكوى ضد الطبيب المعني ، واتضح لهما أنهما وحيدان في القضية .




القضية في الوزارة منذ فصل الصيف ، و قبل أسبوعين تقريبا خلصت لجنة التحقيق ، أنه حتى في حال إدانة الطبيب المعني فإن الطبيبين المتقدمين بالشكوى سيتعرضان للجزاء ، بسبب اختراقهما لقانوني سرية الملفات الطبية و الإساءة للعلاقة بين الزملاء .الطبيب الكويتي و هو أستاذ بكلية الطب سينهى انتدابه من مستشفيات وزارة الصحة و الطبيب الوافد لن يجدد عقده في حال انتهائه ( علما بأن عقده يتجدد سنويا بسبب تجاوزه سن الستين ) . و لذلك قام الطبيبان بالتصريح لقناة الوطن رغبة منهم في إثارة الرأي العام ، على أمل أن لا تصيبهما أي عقوبة .




الحديث طويل و متشعب في هذا الموضوع ، و لكن رجائي أن ينتظر الجميع نتائج التحقيق و كشف جميع الحقائق ، حتى لا نتعرض بالظلم لطبيب أعلم جيدا أنه حريص على مرضاه ( كنت أراه بالدشداشة ليلا يطوف الأجنحة ليتابع حالتهم ) ، في مقابل رفع أطباء آخرين إلى مستوى الأبطال بينما هناك جوانب خفية لم تكتشف بعد .








و دمتم






سيدة التنبيب

10 يناير 2009

العقد النفسية للممرضات !!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


سأبدا اليوم - أخيرا - بالكتابة عن العقد النفسية للعاملين في المجال الطبي .. كنت أود الكتابة عن الأطباء .. لكن بصراحة هناك شئ في نفسي ناحية الممرضات منذ أيام الدراسة كطالبة في كلية الطب .و يعز علي أن أبدأ بالهجوم على زملاء مهنتي -الذين أعلم كم يعانون- مهما كان اختلافي معهم. مرة أخرى سأستغل حبي و اهتمامي بالطب النفسي و أمزج بعض الحقائق العلمية مع ملاحظاتي الشخصية. لكن أود التنبيه أن حديثي سيكون عن البعض و ليس الكل مشيرة لتجربتي الشخصية في كافة الأمور التي أتحدث عنها .. فلا أريد أن تقاضيني جمعية التمريض بتهمة الإساءة لمهنة التمريض *!


كما أن لي علاقات قوية مع كثير من الممرضات من مختلف الجنسيات و التخصصات و المستشفيات .فبعضهن أكثر من صديقات بالنسبة لي ، و بعضهن يعتبرنني مثل ابنتهن . بل إن قوة علاقتي ببعضهن تسببت لهن بمشاكل بسبب الغيرة .. حيث كانت مسؤولاتهن تشتكين من أني أتناول الإفطار معهن في غرفة الممرضات بدل الجلوس في غرفة الأطباء! رغم أن ذلك يتم في وقت راحتهن و لا يعطلهن عن واجباتهن.

أود الإشارة أولا إلى ملاحظة غريبة لم أجد لها تفسيرا ..و هي أني أفضل التعامل مع الأخوة الممرضين الرجال بشكل عام أكثر من الممرضات النساء.لا أدري لماذا أشعر بالراحة عندما يكون المسئول عن مريضي ممرضا رجلا .. و كنت أشعر بذلك حتى في الخارج . الممرضون الرجال لديهم القدرة على المتابعة و التركيز و الالتزام بالقوانين أكثر من الممرضات بشكل عام .
الممرضات الكويتيات:



أستطيع تصنيف الممرضات الكويتيات حسب ما تعاملت معهن إلى قسمين :

القسم الأول ( و هن غالبية من تعاملت معهن و لله الحمد )، يتمتعن بقوة الشخصية و حب العمل و الحرص على سيره بشكل متكامل بين جميع الأفراد .. باختصار أجدهن مثل الأمهات الحريصات على أن تظهر بيوتهن و أولادهن بأحسن شكل.


القسم الثاني (و هن كثيرات للأسف ) ، ممن دخلن مجال التمريض لأنه ليس لديهن ما يفعلنه سوى ذلك .. فبعضهن يسعين فقط للقمة العيش
دون أن يؤدين عملهن على أكمل وجه . و أستطيع تقسيمهن لقسمين أيضا .. فمنهن من تحاول قدر استطاعتها لتخلص في العمل لكنها لا تستطيع بسبب عدم التدريب الكافي أو عدم الخبرة ( و لا أريد أن أقول تدني مستوى الذكاء لدى بعضهن ) !! و منهن للأسف من يسئن لمهنة التمريض بالإهمال في العمل من جهة ، و بسوء الأخلاق من جهة أخرى .لست أعني أن الأطباء و غيرهم من العاملين في المجال الطبي ملائكة و لكن سأتحدث عن الجميع بتسلسل.



الممرضات الرئيسات :

إن الحديث عن الممرضات الرئيسات طويل جدا .. فدورهن فاعل في تنظيم العمل المهني الفني و لا يمكن التقليل من أهميته لضمان سير العمل بشكل مثالي بين جميع أفراد الطاقم الطبي.و متى ما كانت الممرضة المسؤولة قوية و قادرة على السيطرة و تتمتع بمستوى ملائم من الخبرة و العلم .. فإنها تساهم بشكل كبير في تنظيم العمل و تقديم خدمة أفضل للمرضى .لكن بعضهن للأسف يعانين من مركبات نقص و ليس عقدة نقص واحدة . فتراها لا تحترم الأطباء الصغار و لا طلبة الطب .. تكلمهم بتعالي شديد و كأنهم لا يفهمون شيئا .. و ذلك لتعويض النقص الذي تعانيه , فهي لا تعامل الأطباء الكبار - بل لا تستطيع - أن تعاملهم بهذه الصورة نهائيا.




أذكر أني ذهبت للمرور على أحد المرضى في قسم آخر لا تعرفني الممرضات فيه ..عند دخولي طلبت ملف المريض و اتجهت ناحيته .. فوجدت أن المريض مربوط إلى السرير من إبهاميه و ليس من الرسغ كما اعتدنا أن نفعل عندما يكون مستوى الوعي لدى المريض منخفضا و نخاف أن ينزع الخراطيم و أجهزة المراقبة ، طلبت من الممرضة أن تفك إبهاميه و تربط الرسغين لأن ذلك قد يعرضه لإصابة في مفاصل الإبهام .. فلم تعرني انتباها و ألقت الملف على الطاولة و عادت من حيث أتت .تركت القسم و ذهبت إلى رئيس قسمي لأشرح له الحالة .. في هذه الأثناء اتصلت الممرضات بسكرتارية القسم يطلبن طبيبا لمعاينة المريض بحجة أن الطبيبة الصغيرة التي أتت لم تكتب شيئا في الملف ! طلب رئيس القسم من السكرتيرة أن تشغلهن على الهاتف ريثما نصل أنا و هو إلى المريض المعني . لا أستطيع وصف ملامح وجوههن عندما دخلت برفقة رئيس القسم و اتجهنا مباشرة ناحية المريض دون أن نعير الممرضات اهتماما و كانت إحداهن لا تزال ممسكة بسماعة الهاتف تنتظر ردا من السكرتيرة .. كان هناك مزيج من الدهشة و الرعب ..و رحن يتراكضن يمينا و شمالا لا يعرفن هل يصحبننا أم لا حتى لا يتعرضن للتوبيخ ..رئيس القسم لم يتحدث و ترك لي الأمر فطلبت فك رباط المريض و تصحيحه . ثم قمت بمعاينة الحالة و كتبت التوصيات فكان أن أضاف لها بعض الملاحظات فقط دون أن يحدثهن . لكن رسالته وصلت كاملة و انعكس ذلك على معاملتهن لي في المرات التالية التي تابعت فيها المريض حتى تم نقله لقسمنا لتكملة العلاج .


أعتقد أنه ما ذكرته يكفي هذه المرة .. في المرة القادمة سأتكلم عن حالة موجودة في جميع المستشفيات و الأقسام , و هي ظاهرة سلبية لا أستطيع تجاهلها و أعتقد أنها سبب لكثير من المشاكل و هي ممرضة الطبيب الواحد ، كما سأشير إن شاء الله إلى ما يحدث حاليا في قسم الجراحة بمستشفى العدان ، و ذلك حسب المعلومات التي وصلتني من إحدى الزميلات هناك .





دمتم جميعا بخير


سيدة التنبيب

* حدث فعلا مع أحد الأطباء.

07 يناير 2009

وحشة زينب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
أحسن الله عزاءكم أجمعين بسيد الشهداء .. الإمام الحسين مظلوم كربلاء ..
ليلة الحادي عشر من المحرم.. بعد مصارع الأحباء .. الحوراء زينب عليها السلام .. وحيدة هذه الليلة , ترعى الأيتام و النساء .
فلا الحسين .. و لا العباس .. و لا علي الأكبر .. و لا القاسم .. حتى الرضيع الصغير رحل عطشانا قتيلا ..
أهي وحشة زينب ؟ أم وحشة نساء غزة الصابرات ؟
يا رب صبرهم جميعا و ثبت أقدامهم .. و انصرهم إنك على كل شئ قدير ..
بالأمس كانوا معي و اليوم قد رحلوا
و خلفوا في سويدا القلب نيرانا
نذر علي لئن عادوا و إن رجعوا
لأزرعن طريق الطف ريحانا
و دمتم
سيدة التنبيب

02 يناير 2009

سلام عليكم بما صبرتم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..



الليلة السادسة من المحرم .. ليلة أصحاب الحسين عليه السلام .. و الليلة الثامنة من العدوان على غزة الصابرة ..

ليلة أخرى من الحصار و الصبر .. ليلة أخرى من الجوع و العطش و نقص الأنفس و الثمرات ..


فماذا عساي أن أقول سوى

سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار


عسى أن تشفعوا لنا يوم لا ينفع مال و لا بنون




و دمتم



سيدة التنبيب