رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

24 سبتمبر 2008

وما تدري نفس بأي أرض تموت

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

أود في البداية أن أسرد قصة حدثت منذ عامين في أحد المستشفيات.بطلها ( رحمه الله ) شاب سوري في التاسعة و العشرين من عمره.كان قد جاء لزيارة ابن عمه الذي يعمل في الكويت في ورشة سيارات ، و أثناء جلوسه مع ابن عمه في الورشة، كان ابن عمه يقوم بنفخ إطار إحدى السيارات . و يبدو أن الضغط تجاوز الحد مما أدى لانفجار الإطار.و يشاء القدر أن يصاب الشاب في جانب وجهه الأيسرمما أدى لنزيف شديد في الدماغ تسبب بدخول الشاب في غيبوبة و فقد العين اليسرى تماما. كل ذلك حدث أمام ابن عمه الذي لم يصب بأذى.
تم نقله للمستشفى و خضع لعملية جراحية عاجلة لتفريغ النزيف و عملية تجميلية لجانب وجهه الأيسر رغم فقدان البصر النهائي في العين اليسرى. الحقيقة أن فريق العناية المركزة من أطباءتخدير و جراحين و ممرضين كان يتابع حالته باستمرار .حتى من لا يكون منا يعمل في العناية المركزة حسب جدول العمل كان يحرص على السؤال عنه تعاطفا مع قصته. و أثناء وجوده في العناية المركزة الذي استمر 10 أيام خضع لثلاث عمليات في الرأس كل عملية كانت تستغرق من خمس إلى ثمان ساعات يعود بعدها إلى العناية المركزة ليستكمل العلاج.
آخر عملية جراحية كانت يوم خميس، كانت خفارتي يوم الجمعة و قمنا بعمل أشعة مقطعية للرأس حسب تعليمات جراح المخ و الأعصاب ، الذي أسرته نتيجة الأشعة و أعطانا الضوء الأخضر بأن نوقف أدوية التخدير و نسمح بإيقاظه و رفع جهاز التنفس الصناعي عنه إن كانت حالته تحتمل .يوم السبت قام الأطباء بمحاولة جزئية لإيقاف الأدوية منذ الصباح ووجدنا استجابة رائعة منه عند نهاية الدوام حيث كان بكامل وعيه ، إلا أننا لم نوقف التنفس الصناعي و عدنا لتخديره على أن نقوم في اليوم التالي برفع جميع الأدوية و التنفس الصناعي من الصباح الباكر ليكون تحت ملاحظتنا التامة بعد رفع الأدوية و التنفس الصناعي.
يوم الأحد ذهبت باكرا للعناية المركزة قبل اجتماع القسم الصباحي لأطمئن عليه ، و فوجئت بوجود ابن عمه جالسا عند باب العناية المركزة على الأرض كالمذهول و بحالة يرثى لها . هرعت إلى الداخل كالمجنونة فإذا بي أسمع طبيب الخفارة يحكي لطبيب آخر كيف أصابت الشاب جلطة في شرايين الرئة في الثانية فجرا أدت لوفاته .جلطة الشرايين تحدث بصورة نادرة و لله الحمد و لكنها قاتلة في أغلب الحالات و علاجها دواء السيولة ولكن لا يمكن إعطاؤه لمريض خضع لجراحة أو عنده نزيف في الدماغ مؤخرا و كلا الحالتين كانتا لدى الشاب.
أتذكر هذه القصة ، و أضع نفسي مكان ابن عمه ، لا أستطيع تخيل الموقف ..
كيف ذهب لإجراءات طلب فيزا الزيارة لابن عمه ، الذي جاء من سوريا لزيارته فإذا به يموت في الكويت .صحيح كما تقول الآية الكريمة ( و لا تدري نفس بأي أرض تموت ).
و دمتم
سيدة التنبيب

هناك تعليقان (2):

سرحان يقول...

رحمة الله عليه

و حياج الله أختي في عالم التدوين و المدونين

Salah يقول...

الله يرحمه ويصبر أهله

أكيد حالتهم صعبة الحين

هذي الدنيا