رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

11 ديسمبر 2008

أنا و قناة السودان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
( صفحة من مذكراتي في الغربة.. أكتوبر 2006)
قدلا نشعر- نحن شعوب العالم العربي - بمدى تقاربنا إلا حينما نكون بعيدين عنه . في حياتي لم أقابل أحدا من السودان .. و كنت عندما أمر على قناة السودان في التلفزيون ، و أتأمل لباسهم و لغتهم ..كنت أشعر أنهم من عالم آخر. لكن حينما صادفت ذلك الطبيب العربي الأسمر .. ضئيل الجسد بشوش الوجه .. في المستشفى الذي كنت أعمل فيه .. و توجه ناحيتي بالسؤال بلهجة عربية بدت لي حبيبة جدا :
- من وين ؟
فأجبته : من الكويت ، و حضرتك ؟ رد قائلا : من السودان .
في تلك اللحظة ، لم أشعر بتاتا بأن السودان بلد بعيد .. و مختلف .. شعرت أننا ربما نعرف بعضنا منذ زمن ..
و بعد ذلك توالت لقاءاتي بالأطباء السودانيين من مختلف التخصصات .. كنت أتحدث مع طبيبة سودانية باللغة العربية في غرفة الاستراحة عندما دخلت ممرضة ألمانية و فوجئت بأننا نتحدث نفس اللغة .. على اعتبار أن اختلافنا في الشكل قد يوحي بأننا من عرقين مختلفين .سألتنا منبهرة : ?do you speak the same language -
رددت عليها نعم .. فنحن عرب .
نعم إننا أمة واحدة .. بلسان واحد .. لكن أين هو الشعور الواحد ؟
غير أن أروع لحظة تصادفني في ذلك المستشفى تلك الأيام .. هي اللحظة التي أسمع فيها كلمة ( قوة ) .. التحية الكويتية الخالصة .. من أحد الأطباء الكويتيين حديثي التخرج .. كنت أشعر بالألفة و سط جفاف اللغة الانجليزية التي كنا نستخدمها دائما ..رغم أني شخصيا أفضل تحية الإسلام .. لكن التحية الكويتية باللهجة الكويتية كانت تبعث الدماء في عروقي فأجد نفسي ابتسمت و أنا أرد التحية متناسية كل هموم العمل و الامتحانات و الغربة .
و دمتم
سيدة التنبيب

هناك 15 تعليقًا:

أتيت متاخرة يقول...

ما نعرف قيمة بعضنا الا اذا تغربنا
مع اناكلنا عرب ومسلمين نعبد رب واحد ودينا واحد ولغتنا وحدة

الـبـيـرق يقول...

الـعـرب كـمـثـل الـتـوأمـيـن الـمـتـلاصـقـيـن و كـلاهـمـا يـريـد الأنـفـصـال عـن الآخـر :)

Safeed يقول...

نستغرب دائما عندما نرى أبناء الدول الآسيوية لا يكادون يلتقون حتى تقدح شرارة الحديث ، منظر يثير العجب و لكننا لا نستوعبه جيدا لأننا نعيش في محيطنا و مجتمعنا بعكس هؤلاء الذين مهما حاولوا الإنصهار ستبقى هناك زاوية فيهم غير قابلة لذلك .
نحن نستعير هذا الأمر منهم حال غربتنا ، لان الإنسان بطبعه يشعر بألفة مع يماثله بدرجة كبيرة فهو كائن " مستأنس " بغيره ، حتى إذا انعدم هذا المماثل تآلف بمن يقربه و لو قليلا .. المهم أن يشعر برابطة ما مع شخص ما يجعله أقرب لنفسه من باقي المحيطين به .

Sowhat يقول...

يجمعنا الكثير ... وخلافاتنا للأسف ( لا أختلافاتنا) اكثر ... اتفق العرب الا بتفقوا

Salah يقول...

قوة دكتورة!

:)

كنت مشترك في نادي وكان المدرب سوداني!

استلمني من كان عمري 13 سنة الى ان تركت الكويت بعد التخرج من الثانوية.

كنت أعتبره مثل الأب.

مع أن اللعبة كانت خشنة شوي وأحيانا يكون قاسي في التدريب، لكنه كان جدا حنون في الحياة (خارج التدريب) ويعتبرنا مثل عياله.

أدري اني طلعت عن لب الموضوع ولكن بالنسبة لي، بسبب هذا المدرب وبسبب اخرين مصريين أو أردنيين أو عراقيين أو حتى مو عرب، تعودت أن أحترم الانسان مهما كان شكله مختلف أو عاداته غير عنا.

تحياتي

سيدة التنبيب يقول...

أهلا بالجميع من جديد :)

أتيت متأخرة و سفيد :
شكرا لزيارة المدونة ..
صحيح .. فهناك كنت أشعر بالألفة حتى مع الأطباء الهنود و الباكستانيين رغم أنني هنا لا أحب التعامل معهم.

البيرق:
نعم .. علا قتنا ببعض غريبة و هي إرث تأريخي ليس بجديد!


الزميل :
صحيح , فقد كنا هناك رغم تآلفنا إلا أن اختلافاتنا كانت تطفو ,و كان الموقف من إعدام الطاغية صدام مثالا لذلك .. حيث كان الكثير منهم يراه مطلوما لمجرد أنه أعدم تحت سلطة أمريكا كما يقولون

صلاح :
يقويك بو مهدي :)

في طفولتي كنت أحب الفلسطينيين لأني نشأت في مجتمع كانوا أكثريته .. موقف الغزو جعلني أتغير قليلا لكن سبحن الله حتى هناك في الخارج .. التقيت بالكثير من فلسطينيي الكويت ممن يماثلوني سنا و قضوا طفولتهم في الكويت و يعرفون كل شئ عنها .. و زادت علاقاتي بالعرب من السودانيين و العراقيين و الليبيين .. و استوعبت كيف تكون النظرة العامة لشعب معين ظالمة و غير صحيحة.

نون النساء يقول...

مجرد قريت الهدر مال المدونة حبيت المكان

العنوان ابروحه يوحي بقصه :)




الغربة تقرب اللي يعجز عنه الوطن احياناً ... يمكن

ZooZ "3grbgr" يقول...

دكتورتنا الغالية
مقالج هذا ذكرني بما كتب جعفر رجب اليوم في الراي .. اقريه راح يعجبج

أما بالنسبة للعرب فقد تغيرت العلاقات كثيراً بعد الغزو .. ولا ننكر أن البعض اتخذها شماعه لكره أغلب العرب ولكن يبقى الكثير منا يعتز بالتواصل مع الشعوب واحترام الجميع

سيدة التنبيب يقول...

نون النساء :
أهلا بك في مدونتك ..
في الواقع إن عنوان المدونة هو فكرة إحدى زميلاتي الطبيبات ..و هي صديقة عزيزة جدا .. كتبت رواية تحمل نفس العنوان منذ زمن ..و لم تكملها لظروف الدراسة و العمل.. و سمحت لي باقتباس العنوان..


زووز :
حمدالله عالسلامة ..
أنا قارئة متابعة لجعفر رجب و لو جمع مقالاته في كتاب لكنت أول من يشتريه .. أسلوبه هادف يسخر ببراءة دون تجاوز الحدود .. الله يحفظه و يحفظج و كل من يعز عليج.
( تعقيبا على مقالته .. أيام الجامعة وزعوا علينا ورقة مكتوب فيها إن اللي يقول أنا على الله و عليك مشرك .. لأنه يساوي بين الله و بين الشخص اللي يكلمه )!!!

ZooZ "3grbgr" يقول...

الله يسلم قلبج ومن تحبين

اولا: جف عنده كتابين
واحد منهم مقالات
وعندي اياه مع اهداء شخصي
وجاري العمل على الحصول على الثاني
بس الثاني مو مقالات
اسمه اعتقد تيس في ستاربكس
لوووووووووول

ثانياً: اقري تعليقي عنده اليوم هههههه

Manal يقول...

السلام عليكم
عزيزتي
:)
موضوع حلو

وتظل اللغة العربية هي اللغة الام واللغة الي لها الفضل في انها تجمع شمل ناس مشتته تعيش في الغربة

الله يوفقك لكل خير
:)

Maximilian يقول...

اول امس كتبت رد شطوله على البوست، بس مرة وحدة انمسح، يمكن لاني حشيت بواحد بالبوست والله ما رضى..


بس العموم، اتفق معاج بشكل كبير، فعلا احس بألفة وحميمية لمن اصادف الطبيب عربي ايا كانت جنسيته،نفس اليوم اللي نزلتي فيه هالبوست صارت لي مشكلة مع جراح انجليزي عنصري، ما انحلت الا عن طريق ططبيب فلسطيني ربي دزه من السما..

شخصيا دائرتي اوسع من العرب، حتى البكستن والهنود استانس عليهم

Maximilian يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Maximilian يقول...

كلام سفيد مسمار بلوح..خصوصا فيما يتعلق بالوافدين الاسيوييين في بلادنا

احيانا لا يلتفت المرء الى ما يفتقده و يقاسيه او بما يتعرض له غيره من ظلم وعنصرية حتى يمر هو بذات التجربة ويتعرض لنفس الظروف

استطيع ان اقول ان حالتنا هنا مماثلة تماما لحالة هنود الديرة، فبمجرد ما يأتي الويك اند، نلتقي والشباب الكويتيين بس عشان نقرق :)

سيدة التنبيب يقول...

زووز
قرأت تعليقك عنده و أعجتني صراحتك كالعادة..

منال :
نعم اللغة العربية قضية لها أولوية عندي و شكرا لمرورك

طبيب المستقبلMaximilian
شكرا لزيارة المدونة
أفهم شعورك تماما ,الغريب أننا نحن الطبيبات حتى في الكويت ( أتكلم عن صديقاتي على الأقل ) .. حتى عندما نلتقي في عشاء أو زفاف أو أي دعوة لا نكف عن الحديث .. بل إننا لا نأكل و نشرب و نظل فقط ( نقرق ) كما تقول