رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

19 يناير 2011

حكايا البصمة ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

استحدثت أغلب وزارات الدولة نظام التوقيع لحضور الدوام بالبصمة الآلية .. حيث يقوم الموظف بالضغط على جهاز البصمة بإصبعه و يتم تسجيل وقت حضوره و انصرافه بالضبط. و بهذه الطريقة يتم ضمان الالتزام بالحضور و الانصراف حسب المواقيت الرسمة للعمل .
و لدي بعض الحكايا المتنوعة حول هذا النظام ألخصها على شكل نقاط ..
  • ابتكر بعض الموظفين طريقة للتحايل على النظام حيث يحضرون للتبصيم صباحا و يغادرون مقر عملهم فورا ، ثم يعودون عند نهاية الدوام للتبصيم أيضا!
  • بعض الموظفين - على النقيض من النوع الأول - ينهمكون في العمل لدرجة أنه يفوتهم التبصيم في نهاية الدوام و يحسبون غائبين عن العمل !
  • في أحد المستشفيات تعرضت ثلاث موظفات لإصابات مختلفة في القدم ( و منها الكسور ) بسبب سقوطهن أثناء ركضهن ليتمكن من التبصيم دون أن يحسبن من المتأخرين !
  • طلب أحد الممرضين المبتدئين من مسؤولته الممرضة - و هي كبيرة السن- أن تغير أصبعها لتسببه في خلل جهازي بصمة إليكترونية .. و المسكينة قضت أسبوعا تسأل كيف يمكن أن تغير أصبعها !!
  • يقوم عدد كبير من الموظفين باستخدام مكان جهاز البصمة كمنطقة للتلاقي و( السوالف ) بعد بصمة الحضور و قبل بصمة الانصراف !! يشمل هذا المواعيد الغرامية بين بعض الموظفين أيضا !
  • قمت شخصيا بالعبث بجهاز البصمة حيث وضعت أصبعي و لم يتعرف عليه الجهاز ( لأن الأطباء لا يبصمون ) دون أن أعلم أن هناك كاميرا تصور العابثين في الجهاز !
  • يحدث تزاحم كبير عند باب المستشفى الذي يحوي أقرب جهاز بصمة من جهة الدخول صباحا .. حيث لا يرغب الموظفون بالمشي مسافة طويلة داخل المستشفى للوصول لجهاز البصمة ! يشمل ذلك ركن السيارات في أي مكان حول الباب ( حتى لو كان يقطع الطريق ) للنزول للتبصيم ثم العودة لركن السيارة بعيدا!
  • تسبب نظام البصمة باكتشافنا لأعداد هائلة من الموظفين لم نكن نعلم بوجودهم على قوة العمل في مستشفانا لأننا لم نكن نراهم أبدا قبل نظام البصمة .

و دمتم

سيدة التنبيب

10 يناير 2011

الصحة تعبانة ... بس ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

أهلا بكم من جديد بعد طول غياب ، حيث كان العزوف عن التدوين هنا اضطراريا من جهة و مقصودا من جهة أخرى. فهناك تفاصيل جعلتني أترك التدوين هروبا من استمرار انكشاف هويتي في الوسط الطبي حيث اتسع نطاق من كشفوا هويتي و هذا يفقد التدوين ميزة الاستقلالية حيث تكتب رأيك دون حرج و دون أن تخشى أن يحسب عليك. و من جهة أخرى فلقد كان العام المنصرم عاما ماراثونيا بالنسبة لحياتي الشخصية و العلمية و العملية .
لكن سؤال الأخ المدون صلاح في تعليقه الأخير في موضوعي السابق ( شلون الصحة ؟ ) هو ما أثار شجون العودة للتدوين في نفسي. فله أقول : " الصحة تعبانة يا صلاح .. بس للحين فينا حيل نقاوم " . فالواقع الذي كنت أرفض تصديقه دائما لكنني عشته تماما منذ فترة هو أنه كلما طال بك المقام في وزارة الصحة كلما أدركت جيدا أن المسألة غاية في التعقيد .. و أن للحق و الباطل صورا عديدة أو مفاهيم مختلفة . و أن قاعدة ( أهون الشرور ) أو ( أقل الخسائر ) تسري و بلا مبالغة بشكل فعال . و هذه القاعدة تنطبق على جميع جوانب العمل سواء الفنية منها أو الإدارية أو حتى ما يتعلق بعلاج الناس ! لست هناك حادثة معينة تدفعني لمثل هذا القول .. فالتعايش معها قد أصبح نمط حياة يومي شئنا أم أيينا و مهما كانت قدراتنا للمقاومة و الصمود . غير أن ( أهون الشرور) أيضا في مواجهتها هو الابتعاد عن مركز اتخاذ القرار قدر المستطاع . حتى و إن عد ذلك سلبية و تقاعسا و انهزامية .
لكن ما يجعلنا نستمر في السباحة ضد التيار هو أنه كلما تقدمنا في خوض البحر صادفنا غيرنا ممن يسبحون عكس التيار .. نشجع بعضنا و نبتسم آملين أن يزداد عددنا علنا نصنع تيارا جديدا .
و للحديث بقية و دمتم جميعا بخير .
سيدة التنبيب