رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

30 سبتمبر 2008

عيدكم مبارك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


تقبل الله أعمالنا و أعمالكم و كل عام و أنتم بخير .


سيدة التنبيب

28 سبتمبر 2008

السجين و الشرطي..جرعة زائدة !

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.




حديث اليوم ذو شجون كما يقولون ، و لا أدري مالذي يجب أن أفعله تجاه هذه القصة , هل أبكي أم أضحك ؟ لم أكن طرفا مباشرا فيها إنما حكاها لي أحد الزملاء من أطباء العناية المركزة في أحد المستشفيات منذ أكثر من أربع سنوات . حيث اسقبلوا حالتين لجرعة زائدة من المخدرات ، الأول ( رحمه الله ) كان سجينا من السجن المركزي و الثاني هو العسكري المسئول عن حراسته و كلاهما بنفس المخدر ! كانت حالة السجين حرجة فبالإضافة للجرعة الزائدة من المخدر ، و لأنه مدمن مخدرات ( عتيد ) قام باستهلاك جميع الأوردة في يديه فلم يجد إلا أحد الأوردة في ساقه ، و لعدم خبرته في الحقن بهذه المنطقة تسبب بانسداد شريان الساق مما أدى إلى إصابتها بالغنغرينا و تسمم الدم . قام أطباء الجراحة بمحاولة لإنقاذ الساق و لكن تطلب الأمر بترها و نقله بعد العملية إلى العناية المركزة لاستكمال العلاج من تسمم الدم. و لكن حالته كانت سيئة جدا فقد توفي بعد يومين . في حين تم علاج العسكري من الجرعة الزائدة و تماثل للشفاء .



لست أدري بماذا أعلق على الموضوع ؟ كانت هذه الحكاية بمثابة صدمة كبيرة لي ، كنت أسمع عن تجاوزات السجن المركزي .. لكن أن يكون الحراس يتعاطون االمخدرات مثل المساجين فما الفرق بينهم ؟ و لماذا يعاقب السجناء و يترك العسكريون ؟



منذ هذه الحادثة .. بدأت أفتح عيني جيدا على كل ما حولي .. و صرت أعتبر المستشفى مرآة تعكس مآسي مجتمعنا الصغير . بدأت أستوعب ما يعنيه البعض عندما ينتقد اختراق القانون وضياع العدالة في المجتمع ، عرفت تماما معنى تفشي الفساد في ديرتنا الصغيرة .


و دمتم


سيدة التنبيب





25 سبتمبر 2008

واسطة وكيل الوزارة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،
هذه المرة سيكون الحديث عن واقعة تحدث باستمرار مع اختلاف المكان و الزمان و الشخصيات . إلا أنها تسبب لنا مشكلة كبيرة في العناية المركزة سأفصلها بعد سرد الواقعة .
القصة باختصار تتعلق بسيدة مسنة أدخلت إلى العناية المركزة في غيبوبة عميقة بسبب نزف دماغي شديد، وهي حالة تحدث للعديد من الكبار في السن خصوصا إذا ما كانوا يعانون من أمراض القلب و الضغط و السكر. تم إجراء اللازم لها دون استجابة حيث استمرت غيبوبتها رغم أساليب العلاج الكثيرة . و في مثل هذه الحالات نضطر لعملية الشق الحنجري ( فتحة التنفس في الرقبة )ثم نقوم بتحويل المريض إلى الجناح ليستكمل العلاج هناك. حيث أنه بعد هذه الفتحة التنفسية ليس هناك ما يمكن عمله للمريض في العناية المركزة. و هذا ما حدث فعليا لهذه السيدة ، باستثناء الخطوة الأخيرة و هي تحويل المريضة للجناح . تم منع هذه الخطوة عن طريق ابن المريضة و هو وكيل إحدى الوزارات .. لأنه يعتقد أنه لا توجد رعاية كافية في الجناح كتلك التي وجدها في العناية المركزة! و هو كلام سليم جدا إلا أن المشكلة تكمن في أن هناك حالات تحتاج لمستوى رعاية مثل العناية المركزة , و هناك حالات تحتاج لرعاية في مستوى الجناح. و من يقرر هذا أو ذاك هو الطبيب المعالج , و هذا يحدث في جميع المستشفيات في العالم. و بالنسبة لحالة السيدة المذكورة فقد كان كل ما تحتاجه التنظيف و الإطعام و إعطاء الأدوية في مواعيدها. و هذا عمل الممرضة العادية في الجناح بل إن أي خادمة منزل تستطيع عمل ذلك . و هو لا يستدعي وجود المريضة في العناية المركزة . و جرت محاولات كثيرة لنقل المريضة إلى الجناح ، و لكن ابنها استبسل في منع ذلك ، مستخدما علاقات كثيرة دفعت مدير المستشفى أن يمنع نقلها للجناح .. و قد بقيت في العناية المركزة لأكثر من 4 أشهر إلى أن توفاها الله .
ما المشكلة في بقائها في العناية المركزة ؟
توجد هناك مشكلة كبيرة في مستشفياتنا تتلخص في ندرة أسرة العناية المركزة ، و هي مشكلة عالمية في الواقع. فأسرة العناية المركزة محدودة و يجب أن تدخر لمن يحتاجها فعلا ، مثل ضحايا الحوادث المرورية و مرضى الفشل التنفسي و الفشل الكلوي وحالات التسمم و غيرها ..فعندما يحتل مريض واحد سريرا في العناية المركزة دون داع ، فذلك يعني أن هناك من سيحرم منه ، وهذا ما حدث و يحدث مرارا و تكرارا .. فكم من مريض تم تحويله وهو في حالة حرجة لمستشفيات أخرى عن طريق الإسعاف لعدم توفر سرير في العناية المركزة .. بينما هناك من يرقد فيها دون أن يجني فائدة من ذلك .
وقد يقول قائل إنها مريضة واحدة فقط ، لكن عندما يتكرر الأمر يصبح مأساة .. عملت في أحد المستشفيات قبل ثلاث سنوات و كان هناك أربع مرضى ( واسطات ) ليس منهم من تستدعي حالته البقاء في العناية المركزة ..أربعة أسرة من أصل ثلاثة عشر هي كل أسرة العناية المركزة . المريض الأول بقي خمس سنوات حتى توفي و الثانية سنتين و الثالثة سنة و نصف و الرابعة لا تزال موجودة حتى الآن .فلكم أن تتخيلوا عدد المرضى الذين حرموا من دخول العناية المركزة لهذا السبب.
و دمتم
سيدة التنبيب

24 سبتمبر 2008

وما تدري نفس بأي أرض تموت

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

أود في البداية أن أسرد قصة حدثت منذ عامين في أحد المستشفيات.بطلها ( رحمه الله ) شاب سوري في التاسعة و العشرين من عمره.كان قد جاء لزيارة ابن عمه الذي يعمل في الكويت في ورشة سيارات ، و أثناء جلوسه مع ابن عمه في الورشة، كان ابن عمه يقوم بنفخ إطار إحدى السيارات . و يبدو أن الضغط تجاوز الحد مما أدى لانفجار الإطار.و يشاء القدر أن يصاب الشاب في جانب وجهه الأيسرمما أدى لنزيف شديد في الدماغ تسبب بدخول الشاب في غيبوبة و فقد العين اليسرى تماما. كل ذلك حدث أمام ابن عمه الذي لم يصب بأذى.
تم نقله للمستشفى و خضع لعملية جراحية عاجلة لتفريغ النزيف و عملية تجميلية لجانب وجهه الأيسر رغم فقدان البصر النهائي في العين اليسرى. الحقيقة أن فريق العناية المركزة من أطباءتخدير و جراحين و ممرضين كان يتابع حالته باستمرار .حتى من لا يكون منا يعمل في العناية المركزة حسب جدول العمل كان يحرص على السؤال عنه تعاطفا مع قصته. و أثناء وجوده في العناية المركزة الذي استمر 10 أيام خضع لثلاث عمليات في الرأس كل عملية كانت تستغرق من خمس إلى ثمان ساعات يعود بعدها إلى العناية المركزة ليستكمل العلاج.
آخر عملية جراحية كانت يوم خميس، كانت خفارتي يوم الجمعة و قمنا بعمل أشعة مقطعية للرأس حسب تعليمات جراح المخ و الأعصاب ، الذي أسرته نتيجة الأشعة و أعطانا الضوء الأخضر بأن نوقف أدوية التخدير و نسمح بإيقاظه و رفع جهاز التنفس الصناعي عنه إن كانت حالته تحتمل .يوم السبت قام الأطباء بمحاولة جزئية لإيقاف الأدوية منذ الصباح ووجدنا استجابة رائعة منه عند نهاية الدوام حيث كان بكامل وعيه ، إلا أننا لم نوقف التنفس الصناعي و عدنا لتخديره على أن نقوم في اليوم التالي برفع جميع الأدوية و التنفس الصناعي من الصباح الباكر ليكون تحت ملاحظتنا التامة بعد رفع الأدوية و التنفس الصناعي.
يوم الأحد ذهبت باكرا للعناية المركزة قبل اجتماع القسم الصباحي لأطمئن عليه ، و فوجئت بوجود ابن عمه جالسا عند باب العناية المركزة على الأرض كالمذهول و بحالة يرثى لها . هرعت إلى الداخل كالمجنونة فإذا بي أسمع طبيب الخفارة يحكي لطبيب آخر كيف أصابت الشاب جلطة في شرايين الرئة في الثانية فجرا أدت لوفاته .جلطة الشرايين تحدث بصورة نادرة و لله الحمد و لكنها قاتلة في أغلب الحالات و علاجها دواء السيولة ولكن لا يمكن إعطاؤه لمريض خضع لجراحة أو عنده نزيف في الدماغ مؤخرا و كلا الحالتين كانتا لدى الشاب.
أتذكر هذه القصة ، و أضع نفسي مكان ابن عمه ، لا أستطيع تخيل الموقف ..
كيف ذهب لإجراءات طلب فيزا الزيارة لابن عمه ، الذي جاء من سوريا لزيارته فإذا به يموت في الكويت .صحيح كما تقول الآية الكريمة ( و لا تدري نفس بأي أرض تموت ).
و دمتم
سيدة التنبيب

19 سبتمبر 2008

العنوان

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أهلا بكم من جديد في ( الحب في العناية المركزة )، حيث قررت أن أبدأ التدوين بشرح سبب اختياري لعنوانها، آملة أن أتمكن من شرح الفكرة جيدا. إن قسم العناية المركزة يعتبر من أهم الاقسام في المستشفى ،لاحتوائه الكثير من الأجهزة و الأدوات الطبية المعقدة اللازمة لعلاج الحالات الخطرة و غير المستقرة.لا يكاد يشاركه هذه الأهمية إلا قسم العمليات.
و تبعا لذلك فإنه لا يدخل العناية المركزة من المرضى إلا من تكون حالته حرجة ( طبعا هذا حسب قوانين المستشفيات ، أما في الكويت فإن الواسطة تستطيع إدخال أي شخص إلى العناية المركزة ، وهذا موضوع سأكتب عنه لاحقا إنشاءالله ). أعود لأقول أن من يدخل العناية المركزة يجب أن يكون في حالة حرجة تتطلب المراقية الدقيقة و التدخل السريع. و من هنا اخترت أن يكون الحب في العناية المركزة عنوانا لمدونتي . حيث أنني أعتقد أن الحب في زمننا هذا يعاني حالة مرضية معقدة ، تحتاج دخوله إلى العناية المركزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. إن ما يحدث في المستشفيات يدلنا على المستوى الذي وصلت إليه إنسانينا ( أو ربما الأصح أن أقول وحشيتنا ) في المعاملات البشرية ، رباه .. إن كان هذا يحدث في المستشفيات ، فمالذي يحدث في السجون إذا ؟
إن ما أقصده حينما أقول الحب ، هو الحب الذي يرمز لكل القيم الجميلة و الأخلاقيات الفاضلة ، التي تدفع الإنسان للإخلاص في عمله ، و حب الناس و خدمتهم .إن من يحب عمله يخلص له ، و من يحب شخصا ما سيعمل من أجل مصلحته و يضحي من أجله.
أعزائي ،،
إن هذه فقط مقدمة حاولت أن أشرح فيها فكرتي ، و سيكون لديكم تصور كامل لما أعنيه من خلال بقية كتاباتي إنشاءالله.
و دمتم
سيدة التنبيب

بسم الله نبتدي

السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته.

أهلا بكم في الإطلالة الأولى لمدونة الحب في العناية المركزة.و هي مدونة أردت أن تكون مختصة بهموم الجانب الصحي في دولة الكويت،يفتح فيها باب النقاش بشأن المشاكل و المعوقات العديدة التي يواجهها العاملون في المجال الصحي من أطباء و ممرضين و فنيين و حتى مرضى يعانون من نقص الخدمات و ربما تدنيها في بعض الأحوال.لست أريد أن يكون الوضع سوداويا و لكنه وضع مخز بأي حال من الأحوال.

أكتفي بهذا القدر في بداية تدويني على أن ألتقي بكم لاحقا في هذه المدونة إنشاءالله.

و دمتم،
سيدة التنبيب