رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

25 سبتمبر 2008

واسطة وكيل الوزارة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،
هذه المرة سيكون الحديث عن واقعة تحدث باستمرار مع اختلاف المكان و الزمان و الشخصيات . إلا أنها تسبب لنا مشكلة كبيرة في العناية المركزة سأفصلها بعد سرد الواقعة .
القصة باختصار تتعلق بسيدة مسنة أدخلت إلى العناية المركزة في غيبوبة عميقة بسبب نزف دماغي شديد، وهي حالة تحدث للعديد من الكبار في السن خصوصا إذا ما كانوا يعانون من أمراض القلب و الضغط و السكر. تم إجراء اللازم لها دون استجابة حيث استمرت غيبوبتها رغم أساليب العلاج الكثيرة . و في مثل هذه الحالات نضطر لعملية الشق الحنجري ( فتحة التنفس في الرقبة )ثم نقوم بتحويل المريض إلى الجناح ليستكمل العلاج هناك. حيث أنه بعد هذه الفتحة التنفسية ليس هناك ما يمكن عمله للمريض في العناية المركزة. و هذا ما حدث فعليا لهذه السيدة ، باستثناء الخطوة الأخيرة و هي تحويل المريضة للجناح . تم منع هذه الخطوة عن طريق ابن المريضة و هو وكيل إحدى الوزارات .. لأنه يعتقد أنه لا توجد رعاية كافية في الجناح كتلك التي وجدها في العناية المركزة! و هو كلام سليم جدا إلا أن المشكلة تكمن في أن هناك حالات تحتاج لمستوى رعاية مثل العناية المركزة , و هناك حالات تحتاج لرعاية في مستوى الجناح. و من يقرر هذا أو ذاك هو الطبيب المعالج , و هذا يحدث في جميع المستشفيات في العالم. و بالنسبة لحالة السيدة المذكورة فقد كان كل ما تحتاجه التنظيف و الإطعام و إعطاء الأدوية في مواعيدها. و هذا عمل الممرضة العادية في الجناح بل إن أي خادمة منزل تستطيع عمل ذلك . و هو لا يستدعي وجود المريضة في العناية المركزة . و جرت محاولات كثيرة لنقل المريضة إلى الجناح ، و لكن ابنها استبسل في منع ذلك ، مستخدما علاقات كثيرة دفعت مدير المستشفى أن يمنع نقلها للجناح .. و قد بقيت في العناية المركزة لأكثر من 4 أشهر إلى أن توفاها الله .
ما المشكلة في بقائها في العناية المركزة ؟
توجد هناك مشكلة كبيرة في مستشفياتنا تتلخص في ندرة أسرة العناية المركزة ، و هي مشكلة عالمية في الواقع. فأسرة العناية المركزة محدودة و يجب أن تدخر لمن يحتاجها فعلا ، مثل ضحايا الحوادث المرورية و مرضى الفشل التنفسي و الفشل الكلوي وحالات التسمم و غيرها ..فعندما يحتل مريض واحد سريرا في العناية المركزة دون داع ، فذلك يعني أن هناك من سيحرم منه ، وهذا ما حدث و يحدث مرارا و تكرارا .. فكم من مريض تم تحويله وهو في حالة حرجة لمستشفيات أخرى عن طريق الإسعاف لعدم توفر سرير في العناية المركزة .. بينما هناك من يرقد فيها دون أن يجني فائدة من ذلك .
وقد يقول قائل إنها مريضة واحدة فقط ، لكن عندما يتكرر الأمر يصبح مأساة .. عملت في أحد المستشفيات قبل ثلاث سنوات و كان هناك أربع مرضى ( واسطات ) ليس منهم من تستدعي حالته البقاء في العناية المركزة ..أربعة أسرة من أصل ثلاثة عشر هي كل أسرة العناية المركزة . المريض الأول بقي خمس سنوات حتى توفي و الثانية سنتين و الثالثة سنة و نصف و الرابعة لا تزال موجودة حتى الآن .فلكم أن تتخيلوا عدد المرضى الذين حرموا من دخول العناية المركزة لهذا السبب.
و دمتم
سيدة التنبيب

هناك تعليق واحد:

Salah يقول...

لا حول ولا قوة الا بالله

ما قام به مدير المستشفى هو عمل غير أخلاقي...

لو كان في دولة محترمة لسحب منه ترخيص مزاولة المهنة.