رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

07 أكتوبر 2008

يعني لازم يكتشفونكم بفضيحة ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


استكمالا للحديث السابق عن الجرعة الزائدة ، أود الحديث عن متعاطي المخدرات في حالة تعرضهم لجرعة زائدة .ففضلا عن احتمال تعرض حياتهم للخطر ، لا أظنهم يتصورون مدى القلق الذي يسببونه لأهلهم عند انفضاح أمرهم .سواءا عندما يتركون أمام المستشفى أو في أي مكان ، أو عندما يتم نقلهم من المنزل بواسطة الإسعاف . ترى هل فكر أحدهم يوما بمقدار ( البهدلة ) التي يتعرض لها ذويهم عند انكشاف أمرهم ؟ إنهم يعانون الأمرين : الخوف على حالة ابنهم أو ابنتهم الصحية و احتمال وفاتهم من جهة ، و من جهة أخرى يتعرضون للإجراءات الرسمية الخاصة بالتحقيق و استدعاء كل من له صلة إلى المخفر و ربما الطب الشرعي .


الحقيقة أنه وضع صعب جدا و أتمنى أن لا يعانيه أحد أبدا. في إحدى المرات أحضر رجال الإسعاف شابا في الثلاثينات من عمره غائبا عن الوعي باشتباه جرعة زائدة . و جميع أخوته و أخواته كانوا يعلمون بموضوع تعاطيه للمخدرات .و هم من أخبرنا بذلك في غرفة الطوارئ رغبة منهم في مساعدتنا على إنقاذ حياته . الوحيدة التي لم تكن تعلم هي المسكينة زوجته . كم كانت صدمتها كبيرة عندما حدثها أحد الأطباء بصورة عفوية , ظنا منه أنها تعلم بالأمر لأن جميع أفراد عائلته كانوا يعلمون .كان موقفها صعبا و هي تفكر بزوجها و حياتها معه و نظرة الناس . و لا أدري كيف ألهمني الله الحديث معها لأهدئ من روعها .فأنا من الذين لا يتماسكون في المواقف المؤثرة . لكنني استطعت امتصاص انفعالها و حدثتها كأخت محاولة بعث الاطمئنان في نفسها.



أما والده المسكين فكان كالمذهول وهو يفكر بالحالة الصحية لولده ، و هل سيعيش أم لا ؟ لم يكن مهتما لمسألة الفضيحة و إجراءات الشرطة .. كان فقط يسأل باستمرار إن كان ولده سيعيش أم لا . و بقية أخوته - بعد أن اطمأنوا على استقرار حالته الصحية و عدم وجود ما يهدد حياته - شرعوا بالتفكير في كيفية لملمة الموضوع لتفادي الفضيحة .يحاولون أمامنا أن يجدوا الأعذار لإدمان أخيهم متصورين أننا - كأطباء - قد نشمت به و نساعد الشرطة ضده. أخبرتهم أن التحقيق لا يعنينا في شيء , و القضية لا تهمنا أبدا . كل ما نريده هو يتماثل أخوهم للشفاء و أن يغادر المستشفى بصحة جيدة .فلسنا مباحث أو إدارة مكافحة المخدرات .. نحن فقط أطباء نمارس عملنا في إنقاذ حياة الناس.



إنها كلمة أتوجه بها لمدمني المخدرات ..إن تعاطي المخدرات جريمة كبيرة بحقكم و بحق مجتمعكم .و إن كانت حياتكم و كرامتكم ليست مهمة عندكم ، فتذكروا أهلكم الأبرياء الذين سيؤخذون بجريرتكم إذا ما انكشف أمركم .



و دمتم



سيدة التنبيب

هناك 8 تعليقات:

Eng_Q8 يقول...

في سؤال مو لاقيله اجابه لاني مااثق بكل شي اقراه او اشوفه يمكن

بس هل المدمن مثل الي يطلع لنا بالتلفزيون لما يحتاج المخدرات يصير مينون ؟

سيدة التنبيب يقول...

ما نراه في التلفزيون هو ما يطلق عليه أعراض الانسحاب withdrawal symptomes
تحدث نتيجة نقص المادة المخدرة في الدم و هي تختلف حسب نوعية المخدرات و حسب الشخص . بشكل عام تكون حالة من العنف و الهيجان ( و ليس الجنون بمعناه العلمي ) ، الارتجاف و التعرق و تسارع ضربات القلب ،و قد تتطور إلى تشنجات صرعية و فقدان الوعي.

Eng_Q8 يقول...

شكرا

والله يكافينا ويكافي الجميع شرها

Salah يقول...

يا سيدتي المجتمع من يحتاج الى رسالة وليس المدمن!

يجب أن تتغير نظرة المجتمع الى المدمنين، الى الان ينظر لهم على انهم حثالة، ولكن في الحقيقة أن هؤلاء المدمنين مرضى يحتاجون الى علاج وليس احتقار!

تحياتي

Safeed يقول...

الإدمان ليس مرضا ينتقل عبر الهواء أو فيروسا ينتشر عبر الماء ، بل هو مرض مكتسب مع سبق الاصرار و الترصد .
لا يقدم الإنسان على فعلة ما دون إرادة منه ، سواء كان الفعل ايجابي أو سلبي و الإدمان هو فعل سلبي يُقدم عليه الإنسان بإرادته .
المدمن بحاجة لإعادة تصحيح مفاهيمه ، فهو لم يضع اعتبارا لنفسه حتى يُطالب بان يضع اعتبارا لأهله أو مجتمعه ، و من المؤسف أنه لا وجود لخطوات عملية تخاطب المدمن كمدمن من حيث أخلاقية فعلته لنفسه أولا قبل أن تحاول مخاطبته من باب افراد عائلته ، لا انكر دورهم و لكن نفس الانسان اولى .

Salah يقول...

عزيزي سفيد:

كل الناس يرتكبون أخطاء ولكن يحاسبون مرة واحدة على أخطاءهم. ولكن المدمن ارتكب خطأ كبير لا شك في ذلك، وظلم نفسه في لحظة من اللحظات ولكن بعدها أصبح مسلوب الارادة، لا يمكنه أن يصلح الخطأ الذي ارتكبه في الماضي.

هم أكثر الناس بحاجة الى المساعدة، ولا يمكن تصحيح مفاهيمه الا من خلال برنامج اعادة تأهيل متاكمل مدعوم من الأهل والمجتمع والحكومة.

تقبل تحياتي

سيدة التنبيب يقول...

السلام عليكم

الأخوين صلاح و سفيد ..

عندما تكلمت عن حادثة الشاب المدمن ، ووجهت رسالة للمدمنين بوضع الاعتبار لأهلهم ، فهذا من واقع معايشتي لحال المدمنين و حكاياتهم ..

أولا: لا يجب أن نلتمس الأعذار لهم ..لأن هناك الكثير من الناس يمرون بظروف صعبة و لا يتجهون للإدمان .. ( يعني و الله محد يدري عنا و لا أحد حاس فينا عشان كذي صرنا مدمنين )، فهذا ليس بعذر

كما أن هناك الكثير من المدمنين ممن يعتبرون الإدمان ( وناسة و مزاج عالي ) وظروفهم الاجتماعية جيدة ( أصلا منهم من يحمل شهادات علمية مرموقة )

وهذا السبب الذي جعلني أحدثهم عن أهلهم ..فيبدو أن نوعية المدمنين لدينا تختلف قليلا عن باقي مدمني الدنيا.

أصلا فكرة البوست أوحت لي بها مدمنة في أحد المستشفيات و كانت هناك لحالة مرضية لا علاقة لها بالإدمان ، عندما قالت لا أستطيع أن أتخيل مالذي سيحدث لأهلي عند علمهم بأمري. و كانت على قدر من التعليم و ظروفها الاجتماعية و المالية جيدة

ثانيا : أتفق تماما مع حاجتهم للعلاج المتخصص ، و برنامج متكامل يشارك فيه الجميع .. لأن مجرد مسألة الإقلاع عن التدخين صعبة جدا ، فما بالك النسبة المخدرات بكل ما يصاحبها من تغيرات جسدية و نفسية.

lwatan-ajmal يقول...

تعتقدين لو انه في اخلاق وتربيه جيده من الاهل راح تقل نسبه المدمنين بالكويت