رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

26 يونيو 2009

الحلم الجميل ..ومصداقيتنا !

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..








عنوان اليوم يتكون من كلمات لا رابط بينها ظاهريا ، قررت استعارة طريقة بعض الكتاب في استخدام عناوين تجذب القراء.ليست ثمة علاقة مباشرة بين الزميل الحلم الجميل و المصداقية التي أود التحدث عنها .. لكن في باطن الأمر أعتقد أنه هناك علاقة وثيقة و لو من بعيد، بين ما أريد مناقشته حول هذين الأمرين .


في الشهر الماضي كتبت عن انتخابات الجمعية الطبية .. فعاب علي الزميل الحلم الجميل عزوفي عن انتخابات مجلس الأمة و اهتمامي بانتخابات الجمعية الطبية .. و الآن بعد مهزلة الاستجواب الأخير ..و من قبلها التراشق اللفظي الهابط لبعض النواب في قاعة المجلس ...أقول له ألا تعتقد أن ممارسات النواب هذه و التي تفضلت بنفسك بانتقادها تكفي لتكون سببا لمقاطعة الانتخابات؟ نعم لم نكن نعلم من سيصل للمجلس .. و لكن نمط الحياة السياسية في السنوات العشرة الأخيرة لم يتغير .. و كم شهدنا من مفاجآت مخزية جعلتنا نفقد الثقة في عمل المجلس .. و بالتالي فإن الأمل في الإصلاح ليس في الأصوات الأربعة التي سأخطها في ورقة الانتخاب .. الواقع أنا لا أدري أين هو بالضبط !!


مصداقيتنا ؟؟

المصداقية التي أريد التحدث عنها فهي مصداقية العمل الطبي .. في مستشفيات الحكومة و المستشفيات الخاصة . قد لا تكون الفكرة واضحة لكنني سأحاول شرحها حسب المستطاع .هذ الفكرة تدور في رأسي منذ شهر تقريبا .. لكن لم تكن لدي القدرة على صياغتها بصورة مفهومة. و هذا سبب توقفي عن التدوين منذ ذلك الحين.
يفترض بنا كعاملين في القطاع الصحي أن نتحلى بالأمانة المهنية .. و أن نبذل ما نستطيع في سبيل تحقيق سلامة المرضى. لكن إلى أي مدى يمكن أن يتحقق هذا الهدف بالصورة المثالية؟ من جهة كيف يمكن ضمان أن الرعاية الصحية للمريض قد قدمت على أكمل وجه دون نقص؟ و من جهة أخرى .. كيف نضمن أن ما قمنا به ناحية المريض هو ما يحتاجه بالضبط و لم نعرضه لفحوصات غير ضرورية ؟
الموضوع ينطبق على جميع مرضى القطاع الخاص .. ممن تقوم العيادات و المستشفيات الخاصة بامتصاص أموالهم في صورة الكثير من تحاليل المختبرات وفحوصات الأشعة .. التي قد لا يكون لها داع لتشخيص الحالة .. و كذلك على مرضى القطاع الحكومي من غير الكويتيين ممن يخضعون للضمان الصحي و يتوجب عليهم دفع الأموال حسب الفحص الذي يخضعون له. و لو أنه حتى في حالة الكويتيين ممن لا يتوجب عليهم الدفع ..فإن الدفع يكون من ( حنفية ) المال العام .
من لفت انتباهي لهذه النقطة .. زميل طلب منه أخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي لمريض آسيوي يشتبه بإصابته بالتهاب السحايا.في مثل هذه الحالات يفترض أن نقوم بفحص الرأس بالأشعة المقطعية قبل أخذ العينة إن كان هناك شك بارتفاع ضغط الرأس.المريض الآسيوي لم يكن مقيما بل زائرا .. و ليس لديه ضمان صحي و في هذه الحالة تكون كلفة الأشعة المقطعية كبيرة جدا.و زميلي ( من جنسية عربية ) لم يكن مقتنعا بضرورة الأشعة المقطعية لأنه حسب الفحص الطبي لا يظن أن هناك ارتفاعا في ضغط الرأس ( داخل الجمجمة ). فكان لا يريد تعريض المريض لأشعة ليس لها داع من جهة .. و من جهة أخرى سيضطر لدفع مبلغ كبير لقيمة الأشعة. كان هناك نقاش بين مجموعة من الأطباء لمدة ربع ساعة حول هذه النقطة .. الأغلبية كانت مع عمل الأشعة المقطعية رغم اعتقادهم بانها غير ضرورية .. و ذلك زيادة في الاحتياط و لتفادي أي مساءلة حول هذه النقطة. ( سووها شخسرانين )؟ نعم .. لن ندفع من جيبنا لكن أين الأمانة و مصداقية العمل الطبي؟
أتمنى أن يكون هذا المثال قد أوصل الفكرة التي أريد طرحها. هذ حالة تحدث يوميا ربما مئات المرات في كافة قطاعات العمل الصحي .و عليها يمكن قياس أمور كثيرة تحدث في قطاعات أخرى. الكثيرون يعملون بلا أدنى إحساس تجاه الهدر الذي يمارسونه .. ربما عن غير علم في كثير من الأمور .. لكن لو تخيل كل منهم أنه هو من سيقوم بدفع ( الفاتورة ) .. هل سيتصرف بنفس الطريقة؟
دمتم بخير
سيدة التنبيب

هناك 12 تعليقًا:

Sowhat يقول...

i discussed this topic before :)

http://content.nejm.org/cgi/content/abstract/345/24/1727
if u need the full article let me know

Dr. Ali Maarafi يقول...

دكتورتنا
بالنسبة الى انتخابات الامة , انا ارد واكرر اذا انتي وانا و فلان و فلان نقاطع الانتخابات اكيد راح نخلي مجال للأخرين انهم يصوتون حق ناس ما تستاهل
بس اذا ايادي الناس الواعية امثالكم تجتمع فهي قادرة على التغيير ( وفكرة نبيها 5 اكبر مثال مجموعات اتحدت فتغير , المثال طرحته عشان اوصل فكرتي مع اني مو مع 5 )

بالنسبة للمصداقية بالعمل , اتوقع الطب مجال متفرع و هناك اختلافات بين الاطباء في التوصل الى طريقة العلاج , هذه الاختلافات ناشئة من اختلافات في المدارس الطبية المتعددة في دول العالم ,
في بريطانيا القانون اللي علومنا عليه ( اقرب واقصر طريقة علاج ممكنة باقل التكاليف و الاخطار على المريض) يمكن كلية الطب بالكويت , او حتى امريكا قد تختلف جزئيا لا كليا عن بريطانيا

Manal يقول...

مساءالخيرات دكتورة

بالنسبة للانتخابات
كل شخص يكمل عدد
لابداء الراي
وما يدور تحت قبة البرلمان
الناس هي المسؤولة عنه

ولكني ضد ان اضيع صوتي
:)

والله يوفقكم في انتخابات الجمعية الطبية
:)


اما المصداقية في العمل الطبي
فانها مطلوبة وبالتاكيد
لكل انسان حد في استيعاب الوضع

وكل شخص ممكن ان يكون له راي
وكما قال دكتور معرفي ان حتى الدراسة تختلف نسبيا
الا ان الهدف واحد وهو صحة المريض

واما عن مشكلة هدر المال العام فهي مأساة بكل معنى الكلمة

لاننا لم نتعود على الامانة في العمل
حتى نحافظ على المال العالم
والمرافق العامة
وخيرات وثروات الوطن

الكل لاهي بحاله ومصلحتة

الله يرحم حالج يالكويت

دمتي بخير امورة دكتورة
:)

Safeed يقول...

- وجهة نظر مقبولة بخصوص الإنتخابات ، "الإحساس" بوجود تأثير و لو قليل للصوت يعطي الدافعية للتصويت أما إذا انعدم هذا الإحساس و غابت الشواهد عليه ، فما الداعي له؟

- إذا تخيل كل شخص بانه سيقوم بدفع الفاتورة طبيعي لا احد فيهم سيقوم بعمل هذه الفحوصات.
أعتقد أن الحل الأمثل هو بإخراج دور "الطبيب" من المقرر إلى المشير ، كل ما عليه هو ان يشير بحكم خبرته على المريض و هو الذي يقرر اجراء هذه الفحوصات أم لا.

هكذا يخرج من دائرة الإلتزام .. و القرار .. و يبقى دوره محصورًا في الاستشارات الطبية.

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

أنا يحق لي الحديث عن الكلام الهابط و عن كل سلبيات العمل النيابي في الكويت. أنت لا يحق لك الحديث عنها.

أنا أحاول التغيير و أسعى إليه. أنت تعرضين عن التغيير بسلبية متناهية

أنت رفعتي الراية البيضة. أنا لم أرفعها

لكم دينكم و لي دين

لكن أكرر : لا حق لك في الحديث عما يجري في البلد من ترد للأوضاع. واصلي رفع الراية البيضة يا دكتورة :)

ملاحظة : أنا لم انتقد بل كان مجرد تعليق بسيط و سكت بعده. إذ لا حق لي في التدخل في خيارات الناس. كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه

فريج سعود يقول...

انا من مؤيدي ان يأخذ الطبيب اسوء الإحتمالات لكي يتجنب ويجنب المريض التشخيص الخاطئ وما يترتب عليه من علاج خاطئ

سيدة التنبيب يقول...

أهلا بكم من جديد..

الزميل Sowhat:

أهلا بك بعد طول غياب :)
بالنسبة لموضوع الأشعة المقطعية و خزعة السائل الشوكي فلدي علم بها و نحن نتبع هذه التوصيات في أغلب الأحيان ..المشكلة تكمن في بعض الأطباء الوسواسيين و الذين يتخذون الكثير من الإجراءات غير الضرورية



د. معرفي :

بالنسبة للانتخابات قد تكون محقا بشأن وجوب المشاركة و التغيير . لكن مالحل إن كنت لا أجد الشخض الكفء في دائرتي؟

و بالنسبة للنقطة الثانية .. فهناك ما يسمى بالبروتوكولات و ال GUIDLINES التي وضعت لكل حالة مرضية لتفادي اختلاف وجهات النظر بين الأطباء.. و المشكلة أن البعض يتجاهلها و يقوم بما يريد ووفق توجهه الشخصي متجاوزا خبرات غيره.


منال :

الحديث عن الانتخابات يطول .. و لكن المسألة تكمن في القناعة الشخصية و الأمانة .. إن لم يكن هناك من يستحق صوتي فكيف سأختار؟


المثال الذي تحدثت عنه طبيا لا ينطبق عليه اختلاف آراء المدارس الطبية .. بل هناك إجماع على كيفية طلب الأشعة المقطعية .. لكن بعض الأطباء يتجاهلها و يسير وفق رأيه الشخصي



سفيد:

أخيرا وجدت من يفهمني بخصوص الانتخابات:)


في كثير من الأمور الطبية يجب أن يكون القرار للطبيب و ليس للمريض ، لأنه كثيرا ما نجد من المرضى من يرفض العلاج بسبب حالته المادية.


حلم جميل بوطن أفضل:

لا أعتقد أنه يحق لك أن تستخدم لفظة لا يحق لي :)
من يؤمن بالديمقراطية يجب أن يتقبل الرأي الآخر ..مهما كان يختلف معه .. نعم رفعت الراية البيضة بخصوص مجلس الأمة.. لكنني لم و لن أرفعها إن شاء الله في بيتي و عملي ..كل شخص يحدد أولوياته و يعمل لها .. و مجلس الأمة ليس من أولوياتي نهائيا على الأقل في الوقت الحاضر


فريج سعود :

الواقع أن فرضية أسوأ الاحتمالات يساء استخدامها كثيرا كما أرى .. لكن الإفراط بالفحوصات و التحليل ليس الحل الأمثل لتفادي أسوأ الاحتمالات .. الموضوع كله يعتمد على الحس الإكلينكي للطبيب و خبرته .

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

طبعاً لا يحق لك و أعود و أكررها و أشدد عليها أيضاً. في كل علاقة سوية هناك نوع من التوازن بين الواجبات و الحقوق. نحن شعب يتغنى بحبه للوطن في كل مناسبة. ننشد الأغاني و نقول المعلقات الطول في حب هذا الوطن الذي نخاف عليه. لكن هل نقرن القول بالفعل ؟

سيدتي العزيزة ،، أنت لا تقومين بواجبك الذي يمليه عليك حق المواطنة في إختيار الأفضل لهذا البلد. أنت حتى لم تكلفي عناء نفسك في الذهاب الى مقر المختارية لمدة عشر دقائق من أجل تسجيل قيدك رغم إن القانون منحك مهلة شهري فبراير و مارس.

عشر دقائق لا نريد أن نمنحها من وقتنا لهذا الوطن. أبسط واجبات المواطنة لا نريد القيام بها و نتعيز عنها بل نضحك بشأنها.

حتى لو تواجد الخيار الشخصي و القناعة فإنك لن تستطيعين التصويت لأنك لم تقيدي في كشوف الناخبين. أليس كذلك ؟

من يؤمن بالديمقراطية عليه ان يخصص عشر دقائق من عمره المديد إن شاء الله و يسجل قيده ثم يعترض على كل ما اقوله. حتى ذلك الحين أقول : لا يحق لك :)

العيايز يطلعون في القيظ و الإبتسامة على وجوههم. و سعادة الدكتورة تدعي أنه يحق لها ؟؟

http://www.youtube.com/watch?v=kcBl2uiTzYE

سيدة التنبيب يقول...

توقعت أن تكون أول المعقبين :)

يبدو أن نفسك طويل أيها الحلم الجميل :)

لا أدري لم تقرن التصويت بالوطنية .. أعود لأقول أن المسألة مسألة قناعة و أولوية .. فلا يمكن اعتبار من صوت وطنيا و من لم يصوت ليس وطنيا .. شرحت ظروف عدم تسجيل القيد الانتخابي و لا أعتبرها جريمة أو تقاعس عن خدمة الوطن... يوم أرى أن تصويتي سيكون مفيدا سأكون أول المسجلين ..

تقول أنه لا يحق لي انتقاد أوضاع المجلس؟ أنا لم أنتقدها بل كانت ملاحظة أكدت لي صواب اختياري في عدم التصويت لأحد..

( ملاحظة : حسب معلوماتي التسجيل فقط في فبراير .. هل صحيح أنه يمتد لمارس أيضا؟ )

شكرا لك و دمت بخير

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

المواطنة شئ و الوطنية شئ آخر تماماً. ليس لأحد أن أن يطعن في وطنيتك أو وطنية أي شخص آخر. حاشى لله

لكن لكي تتمتعي ب "حقوق" المواطنة يجب عليك القيام ب "واجبات" المواطنة

للإستزادة

http://7ilm.blogspot.com/2007/07/blog-post_13.html

صارلي أقول هالكلام من سنين و هو من ثوابت قناعاتي و لا يتعلق بشخصكم

سيدة التنبيب يقول...

عزيزي الحلم الجميل ..

أقدر حرصك على المشاركة و شعورك بالمسئولية نحو التغيير .. و جميل جدا أن يكون نفسك طويل في هذا الصدد. لكن من وجهة نظري أن الإصلاح هي عملية طويلة و متشعبة ,, و لا تتم في عشر دقائق في المختارية أو بأربع (شخطات) يوم الانتخاب .. كنت قد طرحت في مدونتك سابقا وسائل الإصلاح و كان رأيي أن الحل يكون في زيادة الوعي بين الناس فعقبت قائلا أن نشر الوعي يحتاج لوقت طويل و أنك تبحث عن حلول أسرع ..

أنا أمتنع حاليا عن المشاركة ..لأنه ليس لدي قناعة بالعملية الانتخابية برمتها كوسيلة للتغيير .. فمن يصل للمجلس هم نتاج مجتمع كامل .. لازال ينحدر يوميا و يتراجع مئات الخطوات في كافة الأصعدة .. مجلس الأمة ماهو إلا القمة الظاهرة( أيس بيرج كما يقولون) و ما خفي أعظم .. أرى أن أبدأ الإصلاح من القاعدة و ليس من القمة ..و أنا و من حولي جزء من القاعدة .

( لم تجب على سؤالي بشأن امتداد فترة التسجيل لشهر مارس أيضا ؟)

hema يقول...

شكرا على الموضوع الرائع كلمات حب