تقوم وزارة الصحة هذه الأيام - بالتعاون مع هيئة كندا للاعتراف - بتقييم عدد من مستشفيات وزارة الصحة في تجربة استطلاعية ، لدراسة قابليتها لتطبيق المعايير الدولية الخاصة بجودةالخدمات الصحية. في هذا المجال قامت الوزارة باختيار أربعين طبيبا و ممرضا من مختلف المستشفيات و التخصصات ليتم تدريبهم من قبل هيئة كندا للاعتراف و من ثم اعتمادهم كمدققين محليين لجودة الخدمات الطبية في مستشفيات وزارة الصحة. المستشفيات التي سيتم تقييمها خلال هذا الأسبوع هي الأميري و الرازي و الجهراء. و سيتم رفع تقرير عن نتيجة التقييم للجنة العليا للاعتراف التابعة لوزارة الصحة و التي يرأسها وكيل الوزارة شخصيا . و في حال نجاح التجربة في هذه المستشفيات الثلاث سيتم تطبيقها على باقي المستشفيات.
أحد الزملاءالأطباء ممن تم اختيارهم للعمل كمدققين في برنامج الاعتراف بجودة الخدمات الصحية ، صعق عندما رأى كمية المعايير التي سيتم تقييمها . و هي معايير شاملة لكل أنواع الخدمات الصحية في المستشفى .. تبدأ من لحظة دخول المريض إلى المستشفى مرورا بتوافر الأسرة و نظافة المعدات و جاهزيتها و كيفية تصريف النفايات الطبية وتوفر الفحوصات المساندة من أشعة و مختبرات وحتى خطط الإخلاء و الطوارئ ! أقول أن هذا الزميل صعق عندما رأى هذه المعايير التي يفترض أن يشارك هو بتقييهما , و صعق أكثر عندما علم أن هذه المعايير هي أقل المطلوب (Minimal Standards ) لكي يتم الاعتراف بجودة الخدمات الصحة. لأن هذا الزميل يعد من أكفأ الأطباء في مجال تخصصه ، و هو يعمل في قلب الخدمات الصحية .. فما كان تعليقه على الموضوع ( و هو يراجع المذكرة التي تم توزيعها على المشاركين في البرنامج لتكون مرجعا لهم في عملية التقييم ) .. أقول ما كان تعليقه إلا أن قال : شيلمهن ؟ مشيرا بذلك إلى مدى تعقيد المهمة التي هو موكل بها. هو يعلم مقدار القصور الشديد في نظام العمل .. و لذلك يرى العملية معقدة بما يكفي لتعبر عنها الكلمة الشهيرة للفنان داوود حسين ( شيلمهن ) ..و التي تضمنها عمله الإعلامي أيام الغزو- منذ ما يقارب العشرين عاما -حول كيفية إزالة صور الطاغية من الشوارع في حال سقوطه. بالنسبة لي نعم أقول شيلمهن .. ( حنا وين و جودة الخدمات الصحية وين ؟) ، لكن تظل التجربة تستحق المحاولة .. و خطوة أولى في طريق الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية.
و دمتم .
سيدة التنبيب