أود الكتابة اليوم في فقرات قصيرة منفصلة .. حول عدد من المواضيع التي تشغلني ..
( 1 )
أبيكم تشتكون..
قد يبدو العنوان غريبا بعض الشيء .. لكنها جملة رددتها أكثر من مرة , لعدد من المرضى و أقاربهم . لا .. ليس الموضوع تحديا لهم .. بل هي رغبة حقيقية مني بأن يتقدموا بشكوى حول بعض ما يحدث لهم و لأقاربهم المرضى في بعض المستشفيات . عندما يكون هناك قصور في النظام العام الذي تسير به المستشفيات .. و يتسبب هذا في أن بعض المرضى لا ينالون الخدمة و الرعاية المثالية في المستشفى كما يجب، فإني أطلب منهم أحيانا أن يتقدموا بشكوى .. لأنه ما من وسيلة يمكن التصحيح فيها إلا ( الصوت العالي ) .
( 2 )
التشريح بعد الوفاة
ليس لدي علم كاف بآراء الفقهاء حول هذه القضية .. لكنني في السنوات الأخيرة بدأت أؤمن بوجوب تشريع قانون حول التشريح بعد الوفاة . أنا أعتقد ( و إن كنت لا أدري أيجب أن أصرح بهذا أم لا كطبيبة ) ، أعتقد أنه في عدد من حالات الوفيات تكون هناك أخطاء طبية من قبل الأطباء أو الهيئة التمريضية .. و أنه لا وسيلة لاكتشافها إلا التشريح .. لا نريد التشريح لمعاقبة الناس , بل لنعرف أين يوجد الخطأ في نظامنا الصحي .. سواءا كان خطأ مقصودا أو غير مقصود .
( 3 )
نقول و لا ما نقول ؟
كثيرا ما يصادفنا موقف يطالب فيه أهل المريض بعدم إخباره بحالته .. خصوصا إذا كان مصابا بمرض خبيث أو حالة متقدمة من أمراض القلب و الرئة. الأطباء المتدربون في الدول المتقدمة يرفضون ذلك و يعتقدون أن من حق المريض أن يعرف حالته بالضبط. بينما من عمل هنا لفترة طويلة .. يصاب بالركود و ينفذ ما يطلبه الأهل دوم مراعاة لحق المريض.
( 4 )
أضحك و لا أبكي ؟
موقف حدث لزميلتي التي تعمل في أحد الأقسام . كان هناك مرور من قبل فريق منع العدوى في المستشفى لأخذ عينات من أيدي الأطباء و الممرضين و الفنيين و تقديمها للفحص الميكروبيولوجي لمعرفة مدى تلوث أيديهم . فما كان من مسئولة الممرضات في ذلك القسم إلا أن طلبت من الجميع غسل أيديهم بالكحول قبل أخذ العينات و دون أن يراهم الفريق !!
زميلتي الطبيبة رفضت ذلك ، لا يجب أن نخدع أنفسنا و نغش فريق منع العدوى .. صحيح ؟ لكن أن ثبت أن يدك تحوي بعض الميكروبات سيكتبون تقريرا حول ذلك و يذكر اسمك في التقرير!! تقول زميلتي أنا لم أغسل يدي و بالنتظار نتيجة الفحص .. لكنني في ذلك الموقف لم أكن أعرف أأضحك أم أبكي و أنا أرى الجميع يغسلون أيديهم بالكحول ثم يقدمونها للفحص و كأنهم لم يفعلوا شيئا.. قلت لها .. لو كنت مكانك لملأت القسم صراخا و فضحت الجميع !
و دمتم
سيدة التنبيب