السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أهلا بكم من جديد بعد طول غياب ، حيث كان العزوف عن التدوين هنا اضطراريا من جهة و مقصودا من جهة أخرى. فهناك تفاصيل جعلتني أترك التدوين هروبا من استمرار انكشاف هويتي في الوسط الطبي حيث اتسع نطاق من كشفوا هويتي و هذا يفقد التدوين ميزة الاستقلالية حيث تكتب رأيك دون حرج و دون أن تخشى أن يحسب عليك. و من جهة أخرى فلقد كان العام المنصرم عاما ماراثونيا بالنسبة لحياتي الشخصية و العلمية و العملية .
لكن سؤال الأخ المدون صلاح في تعليقه الأخير في موضوعي السابق ( شلون الصحة ؟ ) هو ما أثار شجون العودة للتدوين في نفسي. فله أقول : " الصحة تعبانة يا صلاح .. بس للحين فينا حيل نقاوم " . فالواقع الذي كنت أرفض تصديقه دائما لكنني عشته تماما منذ فترة هو أنه كلما طال بك المقام في وزارة الصحة كلما أدركت جيدا أن المسألة غاية في التعقيد .. و أن للحق و الباطل صورا عديدة أو مفاهيم مختلفة . و أن قاعدة ( أهون الشرور ) أو ( أقل الخسائر ) تسري و بلا مبالغة بشكل فعال . و هذه القاعدة تنطبق على جميع جوانب العمل سواء الفنية منها أو الإدارية أو حتى ما يتعلق بعلاج الناس ! لست هناك حادثة معينة تدفعني لمثل هذا القول .. فالتعايش معها قد أصبح نمط حياة يومي شئنا أم أيينا و مهما كانت قدراتنا للمقاومة و الصمود . غير أن ( أهون الشرور) أيضا في مواجهتها هو الابتعاد عن مركز اتخاذ القرار قدر المستطاع . حتى و إن عد ذلك سلبية و تقاعسا و انهزامية .
لكن ما يجعلنا نستمر في السباحة ضد التيار هو أنه كلما تقدمنا في خوض البحر صادفنا غيرنا ممن يسبحون عكس التيار .. نشجع بعضنا و نبتسم آملين أن يزداد عددنا علنا نصنع تيارا جديدا .
و للحديث بقية و دمتم جميعا بخير .
سيدة التنبيب