رحمك الله يا بو مبارك



ستكتمل قريبا سنوات خمس على فقدك .. طيب الله ثراك يا أمير القلوب

30 ديسمبر 2008

عدت يا شهر الأحزان







السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..






حديث اليوم هو حديث فاجعة الدهور .. و رزية الزمان التي لا تبرد أبدا .. حديث فقد الأطايب من أهل بيت محمد (ص) و علي (ع)، فقد عادت عاشوراء الحـسـين (ع).. تقرح قلوبنا و تدمي جفوننا .. نتشح سوادا و نرفع رايات العزاء .. نندب مصارع العترة الطاهرة في بيداء كربلاء .. و نبرأ إلى الله ممن قتلهم وممن سمع بذلك فرضي به .. و لا نبالي إن بقينا نذكرهم طوال عمرنا و نبكي .. فلنا في نبي الله الكريم يعقوب عليه السلام .. أسوة بفقده يوسف الصديق و بكائه حتى ( ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) ..يعقوب النبي الذي ما فتأ يذكر مظلومية يوسف و يندبه .. و مثله نظل نذكر مطلومية الحسين و نندبه ..


وفي هذه الأيام نرى صورة حية من كربلاء .. لكن في غزة الصابرة .. نبكي و ندرك أن الظلم واحد مهما اختلف الزمان و المكان و الأشخاص ..

سنظل نعيد الذكرى .. و نجدد الولاء و البيعة لطالب الثأر .. نسأل الله أن يعجل فرجه .. و يجعلنا من أنصاره و أعوانه .

27 ديسمبر 2008

مستشفيات غزة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

لا أدري عن ماذا أكتب الليلة ، منذ فترة و أنا أود الكتابة عن العقد النفسية للأطباء لكن كل مرة يستجد جديد يجعلني أتراجع وأ قرر الكتابة عن شئ آخر . و بعد أحداث غزة الدامية اليوم أجد أنه من الترف أن أكتب عن هذا الموضوع بينما أخوتنا هناك يجدلون كالأضاحي .. لله صبركم يا أهل غزة .. من نحن لنتكلم عنكم و ماذا تساوي كلماتنا أمام ما تواجهون ..
أثناء مشاهدتي لصور المجزرة في الأخبار .. سرحت أتخيل وضعي لو كنت أعمل في أحد مستشفيات غزة .. إننا هنا في الكويت نصاب بالهلع إذا أحضر لنا مصابا في حادث سيارة بواسطة الإسعاف و كانت حالته غير مستقرة .. ترانا نعمل و نصرخ , نطلب دما أو قناة وريدية .. صورة أشعة .. هناك من يجري و هناك من يقف على رأس المريض متوترا ينتظر كيس دم أو نتيجة تحليل , و تتضاعف الربكة و التوتر بتضاعف عدد المصابين ذوي الإصابات الحرجة و الحالات غير المستقرة .أجد نفسي بعد مباشرة حالة كهذه و ملا بسي تمتلئ دما و هناك كدمات في جسمي لا أعرف سببها .. ربما أثناء دفع سرير المريض راكضة نحو الأشعة أو العناية المركزة أكون قد أصبت دون أن أشعر .. فكيف بالوضع هناك ؟ في فلسطين ؟
مصيبة أن تكون نهاية العامين الهجري و الميلادي بهذه الصورة في غزة .. و شكرا لكل المدونين الذين تحدثوا عن المجزرة ..
و دمتم
سيدة التنبيب
ملاحظة : يقيم التحالف الإسلامي اعتصاما في ساحة الإرادة تضامنا مع غزة يوم الأحد 28-12-2008 الساعة السابعة مساءا.

20 ديسمبر 2008

ليتكم تصبحون نوابا .. الطفلة بدرية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
في مارس 2006 أدخل رب أسرة كويتي من عائلة كريمة ، إلى أحد المستشفيات و كان يعاني من ضيق في التنفس ..اتضح أنه بسبب نزيف حول الغشاء المحيط بالقلب وذلك نتيجة مضاعفات عملية جراحية أجراها في لندن قبل ذلك بشهر .تم و لله الحمد السيطرة على النزيف بالعلاج التحفظي .. مكث في المستشفى لمدة عشرة أيام تم خلالها الاتصال بطبيبه في لندن و التنسيق لسفره هناك للمتابعة . صادف يوم دخوله أن كان جميع الأطباء المشرفين على علاجه من مختلف التخصصات ، كانوا من الأطباء الكويتيين صغيرهم و كبيرهم.خلال وجوده في المستشفى .. كان يتحدث مع أحد الأطباء المشرفين على حالته .. فقال : ليتكم تصبحون نوابا .. بدل النواب الحاليين .. ( كان هناك استعدادات للانتخابات بعد حل مجلس 2003)و تابع قائلا .. نحن نريد من المثقفين ذوي العلم و الخبرة أن يصبحوا قياديين و أصحاب قرار في بلدنا . كان خلال تلك الفترة يقول أنه يشعر بالفرق حينما يكون فريق العمل كله من الأطباء الكويتيين حيث يشعر بروح الأسرة الواحدة .. كما لمس من خلال تعامله معهم رقيا في الأخلاق و حسن تصرف و رغبة في أن يتم كل شيء بصورة صحيحة ..
في مجلسنا الحالي ..استبشرت خيرا بوجود ثلاثة من الأطباء .. أحدهم كنت أعمل معه شخصيا و كان مثالا للطبيب المواظب الخبير بخلق رائع و خبرة طبية في تخصصه لا يعلى عليها. لكن حادثة وفاة الطفلة بدرية الشمري رحمها الله في مستشفى الصباح قبل العيد .. كشفت لي من تصريحات النواب .. أن العمل الطبي المهني شيء .. و العمل السياسي شيء آخر. بداية أوضح أني بمجرد قراءتي للخبر في جريدة الراي .. عرفت أن سبب وفاتها هو التهاب السحايا رغم أنه لم يذكر ذلك في الخبر.فالتهاب السحايا يبدأ عادة كالتهاب عادي في الحلق ( نزلة برد) ، ثم يتطور بظهور باقي الأعراض..و في الخبر نفسه ذكر عم الطفلة أنه ظهر طفح أزرق في جلدها و هذا يدل على أن نوع البكتيريا المسببة للسحايا من الأنواع الخطرة العنيفة و التي تسبب الوفاةفي معظم الحالات خلال 24 ساعة - أجارنا الله و أياكم - حتى مع العلاج .وهذه المعلومات يعرفها أي طبيب . و في اليوم التالي جاء تصريح وكيل الوزارة ليؤكد ما نعرفه جميعا كأطباء. بقيت جزئية تحديد هل كان هناك إهمال في حالتها أم لا . و الواقع أن هذا يتم بمعرفة الحالة التي كانت عليها الطفلة عند قدومها أول مرة للمستشفى . فنحن نعلم أن نزلات البرد منتشرة هذه الأيام و شدتها تتفاوت من شخص لآخر . فإن كان هناك أعراض أخرى مثل الصداع و تصلب الرقبةو الهذيان أو تدهور مستوى الوعي ، فهذل يدل على التهاب السحايا و هنا كان يجب على الطبيب إدخالها فورا للمستشفى . أما إن لم يكن هناك شيء غير الحرارة و أعراض نزلة البرد ، فلا أعتقد أن الطبيب قد أخطأ بصرف الطفلة للمنزل و التوصية بشراء المضاد الحيوي من صيدلية خارجية ( لأن المضادات الحيوية الرخيصة المتوفرة في الوزارة أصبحت لا تعمل جيدا حتى في علاج نزلات البرد العادية ).
النائب الطبيب صرح بأنه لا يعرف شيئا عن الحالة المرضية للطفلة ..كأنه يريد الإشارة أن تقرير الأطباء غير صحيح و مختلق ..رغم أنه كان معنا و يعرف تماما كيف أن كلام الصحف غير دقيق في كثير من الحالات .. و هذا ما جعلني أتأكد بأن العمل السياسي يحمل أجندته الخاصة ، البعيدة عما كنا نأمل تحقيقه من وجود ذوي الخبرات في المجلس.
أود أيضا أن أوضح ، أنه لا يمكن أن يدخل أي مريض بحرارة عالية للمستشفى ، دون أن تؤخذ منه عينة دم لعمل مزرعة بكتيريا ، فكلام الجريدة عن أن الطفلة توفيت دون أن يعلم أحد ماذا كان بها غير صحيح تماما .بل إننا نأخذ عينات من جميع سوائل الجسم أيضا ( البصاق ، البلغم ، البول ، و أحيانا سائل النخاع الشوكي حسب الحالة ).
نعم هناك تردي في مستوى الخدمات .. و نحن نعمل في ظروف قاهرة .. لكن ليس إلى الدرجة التي تجعل الناس يفقدون الثقة في مستشفياتنا لهذه الدرجة .
و دمتم ،
سيدة التنبيب

11 ديسمبر 2008

أنا و قناة السودان

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
( صفحة من مذكراتي في الغربة.. أكتوبر 2006)
قدلا نشعر- نحن شعوب العالم العربي - بمدى تقاربنا إلا حينما نكون بعيدين عنه . في حياتي لم أقابل أحدا من السودان .. و كنت عندما أمر على قناة السودان في التلفزيون ، و أتأمل لباسهم و لغتهم ..كنت أشعر أنهم من عالم آخر. لكن حينما صادفت ذلك الطبيب العربي الأسمر .. ضئيل الجسد بشوش الوجه .. في المستشفى الذي كنت أعمل فيه .. و توجه ناحيتي بالسؤال بلهجة عربية بدت لي حبيبة جدا :
- من وين ؟
فأجبته : من الكويت ، و حضرتك ؟ رد قائلا : من السودان .
في تلك اللحظة ، لم أشعر بتاتا بأن السودان بلد بعيد .. و مختلف .. شعرت أننا ربما نعرف بعضنا منذ زمن ..
و بعد ذلك توالت لقاءاتي بالأطباء السودانيين من مختلف التخصصات .. كنت أتحدث مع طبيبة سودانية باللغة العربية في غرفة الاستراحة عندما دخلت ممرضة ألمانية و فوجئت بأننا نتحدث نفس اللغة .. على اعتبار أن اختلافنا في الشكل قد يوحي بأننا من عرقين مختلفين .سألتنا منبهرة : ?do you speak the same language -
رددت عليها نعم .. فنحن عرب .
نعم إننا أمة واحدة .. بلسان واحد .. لكن أين هو الشعور الواحد ؟
غير أن أروع لحظة تصادفني في ذلك المستشفى تلك الأيام .. هي اللحظة التي أسمع فيها كلمة ( قوة ) .. التحية الكويتية الخالصة .. من أحد الأطباء الكويتيين حديثي التخرج .. كنت أشعر بالألفة و سط جفاف اللغة الانجليزية التي كنا نستخدمها دائما ..رغم أني شخصيا أفضل تحية الإسلام .. لكن التحية الكويتية باللهجة الكويتية كانت تبعث الدماء في عروقي فأجد نفسي ابتسمت و أنا أرد التحية متناسية كل هموم العمل و الامتحانات و الغربة .
و دمتم
سيدة التنبيب

07 ديسمبر 2008

دعاء

( إلهي أمرتني فعصيتك ، و نهيتني فارتكبت نهيك .. فأصبحت لا ذا براءة لي فأعتذر ، و لا ذا قوة فأنتصر . فبأي شئ أستقبلك يا مولاي ، أبسمعي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي .. أليس كلها نعمك عندي و بكلها عصيتك يا مولاي فلك الحجة و السبيل علي ..يا من سترني من الآباء و الأمهات أن يزجروني و من العشائر و الأخوان أن يعيروني ، و من السلاطين أن يعاقبوني .. و لو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه مني إذا ما أنظروني و لرفضوني و قطعوني . فها أنا ذا يا إلهي بين يديك يا سيدي خاضع ذليل حصير حقير لا ذو براءة فأعتذر و لا ذو قوة فأنتصر و لا حجة فأحتج بها و لا قائل لم أجترح و لم أعمل سوءا .. و ما عسى الجحود و لو جحدت يا مولاي ينفعني ، كيف و أنى ذلك .. وجوارحي كلها شاهدة علي بما قد عملت و علمت يقينا بغير ذي شك أنك سائلي من عظائم الأمور و أنك الحكم العدل الذي لا تجور، و عدلك مهلكي و من كل عدلك مهربي . فإن تعذبني يا إلهي فبذنوبي بعد حجتك علي ، و إن تعف عني فبحلمك و جودك و كرمك .. لا إله إلا أنت سبحنك إني كنت من الظالمين )
من دعاء يوم عرفة للإمام الحسين عليه السلام
تقبل الله أعمالكم و كل عام و أمة الإسلام بخير
سيدة التنبيب

05 ديسمبر 2008

ممن يهرب الأطباء؟

كوميديا قبل العيد !



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،




كان مشهدا مضحكا ذاك الذي شهدته في نهاية دوام الأمس . ففي الساعة الواحدة و الربع ظهرا .. قبيل انتهاء الدوام الرسمي لآخر يوم في الأسبوع .. و هو كذلك اليوم الأخير قبل بدء إجازة العيد ..جاء مندوب مبيعات لأحدى الشركات الطبية و اتخذ من مكتب سكرتيرة القسم مقرا له .. محاولا التحدث لمن يجد من الأطباء عن أحد الأدوية التي تسوقها شركته . قبل أن يغادره متجها لقسم العمليات ليتربص بالأطباء بعد خروجهم من العمليات .. و الحقيقة أنه كان مشهدا كوميديا من المشاهد النادرة في المستشفى التي تدفعنا للضحك .. فبغض النظر عن سوء اختياره للتوقيت .. و عن شعوره بأنه غير مرغوب به حاليا .. فإن محاولات الأطباء للهرب منه كانت واضحة .. و رغم معرفته بذلك إلا أنه كان يبتسم و يواصل الحديث ! كنت أنا ضحيته الأولى حيث قدمت للسلام على السكرتيرة وتهنئتها بالعيد قبل انتهاء الدوام .. فإذا به يطل علينا و دون سلام أو مقدمات سأل السكرتيرة : أهي طبيبة ؟ و ما إن أجابته بنعم حتى اندفع في الكلام بالترحيب بي حيث أنها المرة الأولى التي يراني في القسم ..ثم قام بتعريف نفسه و تعريف الدواء الذي يسوق له .. و الواقع أني دائما ما أقع في نفس الخطأ مع مندوبي المبيعات .. حيث تكون جملتي الأولي بعد سماعي لاسم الدواء هو انتقاده و ذكر سلبياته .. مما يحفزهم جميعا للحديث بحماسة عن الدواء و محاولة تفنيد ادعاءاتي ناحيته ! حضرت إحدى الزميلات للسلام علينا قبل مغادرة المستشفى فما إن وقع بصرها عليه حتى بادرت بالهرب فورا ( عيني عينك ) فما كان منه إلا أن ابتسم و قال : الدكتورة هربت مني .. وواصل الحديث . ثم جاء أحد الزملاء ليطلع على جدول العمل للأسبوع الأول بعد العيد فإذا به يستلمه هو الآخر ليحدثه عن الدواء .. و قال له : إن الدكتورة ( يقصدني ) لا تحب هذا الدواء و لا تستخدمه كثيرا .. يريد من زميلي أن يحدثني عن تجربته مع الدواء .. لكن الطبيب رد عليه مازحا : إن الدكتورة ستصبح رئيسة القسم قريبا فكن حذرا معها ..و لم يكذب خبرا ، فعاد للحديث بحماس مجددا عن الدواء و عن استعداده لأي ضمان أرغب به لإثبات أن الدواء ممتاز و يجب علي استخدامه دائما و لجميع الحالات المرضية ..
تملصت منه بشق الأنفس بحجة أن لدي خفارة و علي الدخول للعمليات تاركة إياه مع زميلي .. و في غرفة الطبيبات شاهدت زميلتي التي هربت منه فقلت لها ضاحكة : انحشتي ها ؟ فإذا بها تنفجر ضحكا و تقول : إنه غير معقول .. فهو لا يصمت ثانية واحدة و نحن جميعا نهرب منه دائما .. وهو يعلم ذلك لكنه لا يبالي ..
الحقيقة .. كان موقفا ( تنشيطيا ) على نهاية الدوام .. غادرت المستشفى و أنا أضحك .. فهي من المرات النادرة التي تجعلنا نضحك من القلب بصفاء نية دون أن يكون سبب الضحك مرارة أو تهكما على الأحداث .
و دمتم
سيدة التنبيب